شهداء ساحة الطيران - محفوظ فرج

شهداءُ ساحةِ الطيران
رحمهم الله
————————-
 
ساحةُ الطيران
ساحةُ معنى الحضور
وحينَ أودِّعُ بغدادَ
لا بدَّ لي أنْ أزورَ الرصيفَ
الذي تحتَ لوحةِ فائق حسن
أُحب بها العابرينَ
أحب بها الجالسينَ
على بسطةٍ ببساطة
على العاملينَ وهم بانتظارِ
مجيءٍ لطالبِ شغلٍ له بإجورٍ زهيدة
ويبحثُ عن فالحٍ لحديقة
وعن عاملٍ للبناء
وعن حاملٍ لبضاعة
وجوهٌ تَخلَّلها الحزنُ في البحثِ
عن لقمةٍ لعوائِلها كي تسدَّ الرمق
هيَ ذي ساحةُ المُتعَبينَ
يبيعونَ فيها ( دشاديشهم )
و( بالاتهم )
ويبيعونَ قمصانَهم
كي يعيشوا بأثمانِها
فكيفَ تَخَيَّرَ تلكَ الدماءَ البريئةَ
قاتِلُهمْ ؟
العراقُ عزيزٌ يُفَدّى بأرواحِنا
وتُحْزِنُنا قطرةٌ من دمٍ أنَ تسيلَ بهِ
نزيفُكَ يا وطني بلغَ الحدَّ فيه الدمُ
متى يتوقفُ ذبحٌ وقتل
إنَّ مما يحزُّ بنفسِ العراقيِّ
اختيار مكانٍ بفُسحتِهِ الفقراء
تُمَزَّقُ أشلاءَهمْ
تأخَّرتَ عنهم لِتطردَهم
من مواقعهم يا نداءُ
فماذا دهاكَ ؟
إنَّهُمْ بانتظارِكَ كي يشردوا
لو أحَطْتَ بهمْ قبلَ أنْ يبدأ
الانفجارُ
لماذا تأخَّرتَ عنهم ؟
لتُصبِحَ أرواحُهم كطيورٍ مُحَلِّقَةٍ
خلفَهم صاعداتٍ لِتبلغَ منزِلَها
في الجنان
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر