شَوْقٌ سَرَى وَليالُ اللَّيْلِ أَخْلاقُ - عبدالعزيز البلوي

شَوْقٌ سَرَى وَليالُ اللَّيْلِ أَخْلاقُ
مِمَّنْ لَهُ فِي الفَضَا أَهْلٌ وَإِطْراقُ
سَرَى وَطابَ فَطابَتْ مِنْ زِيارَتِهِ
إِلَى العُشوقِ تَبارِيحٌ وَأَشْواقُ
أَهْدَت رُماسَ وَعَهْدِي بِالرَّقِيبِ لَهُ
دُونَ الزِّيارَةِ إِرْشادٌ وَإِبْراقُ
زارَتْ وَمِنْ دُونِ مَجْراها وَمَبْلَغِها
مِنْ بائِسِ البَيْنِ أَعْواقٌ وَأَعْواقُ
زَاْدٌ بِعَاْشِقَ أَوْرَتْ يَوْمَ فُرْقَتِها
ناراً لَها فِي سَهامِ القَلْبِ إِحْراقُ
لِي فِي الصَّبابَةِ قَلْبٌ عاشِقٌ دَنِفٌ
يَشْتاقُ فِي حُبِّها طَوْعاً وَيَنْساقُ
كأَنَّما سِحْرُ مارُوتٍ بِهِ اكْتَحَلَتْ
مِنْها لِحاظٌ وَآمالٌ وَأَحْداقُ
لَمْ يُدْمِجْ السَّاقُ خَلْخالاً لَها أَبَداً
إِلاَّ وَأُدْمِجَ فِي خَلْخالِكا السَّاقُ
سُبْحانَ خالِقِها فِيها وَكم عَجَبٌ
فِيْ حُسْنِها إِنَّما الخَلاَّقُ خَلاَّقُ
لَيْتَ الزَواجَ بِما نَهْواهُ جادَ لَنا
فَيَلْتَقِي فِيكِ مُشْتاقٌ وَمُشْتاقُ
أَعِفُّ فَيْها وَلِي عَيْنٌ تُخالِسُها
إِنَّ المُحِبِّينَ بِالأَادوار فُسَّاقُ
يا ناصِحن صَهْ وَدَعْ تلك النَّصِيحَةَ فال
عُشَّاقُ عِنْدَكُمُ الأَبرارُ عُقَّاقُ
كَمْ فِي الأَزِمان قَدْ سارُوا وَقَدْ ذَهَبُوا
مِنْ قَبْلُ فِي مِلَّةِ العُشَّاقِ اشَّراقُ
لَقِيتُ ما قَدْ لَقُوهُ فِيْ مَحَبَّتِهِمْ
وَذُقْتُ فِي لَوْعَةِ الأَشْواقِ ما ذَاقُوا
وَباسِمِ الثَّغْرِ باكِي الجَفْنِ مَدْمَعُهُ
مُسْتَرْسِلٌ عاكِفٌ لِلدَّمْعِ مُهْراقُ
سَقَى الرِّياضَ رِياضَ الشِوقِ فامْتَلئتْ
بِهِ مِنَ الرَّوْضِ أَغْصانٌ وَأَوْراقُ
وَأَصْبَحَ الرَّوْضُ أَهْوَى لَوْنُهُ بَهِجٌ
فِي حافَتَيْهِ مِنَ الأَزْهارِ إِشْواقُ
وَفاحَ نَشْرُ العَرارِ الفَضِّ مُنْتَشِراً
كأَنَّما مِنْ عَرارٍ فِيهِ أَذْواقُ
مَلْكٌ يَحِيدُ عَنْ الفِعْلِ الرَخِيصِ وَفِي
مَيْدانِ شأْوِ العُلا وَالجَهدِ سَبَّاقُ
لَمْ يَجْتَمِعْ قَطُّ شَمْلٌ فِيْ خَزائِنِهِ
كأَنَّ منها غُرابَ البَيْنِ نَعَّاقُ
إِذا المُلُوكُ رأَتْهُ حَضْرَةً خَضَعَتْ
فيْهُمْ لِعَلْياهُ ساداتٌ وَأَحْذاقُ
يُزِيدُهُ الحَمْدُ وَالعَلْيا وَيَسْلُبُهُ
جَزِيلَ دينارهِ بَذْلٌ وَإِنْفاقُ
وَمُحْسِنٌ صائِنٌ بَيْنَ الأَنامِ لَهُ
عَلَى الرَّعِيَّةِ تَموِيلٌ وَإِشْفاقُ
خافو أَعادِيهِ طُولَ الدَّهْرِ سَطْوَتَهُ
فَهُمْ سُكارَى وَما فِي سُكْرِهِمْ شاقُوا
سَلْ عَنْهُ أَعْداهُ حُرًّا كَيْفَ حالُهُمُ
وَحالُهُ وَلِسانُ القِوْلِ مِصْداقُ
هَلْ حَمَّلُوا النَّفْسَ ما كانُوا وَما احْتَمَلُوا
أَمْ حَمَّلُوا النَّفْسَ مِنْهُمْ فَوقَ ما طاقُوا
هذا ابْنُ سلْمانَ ذا ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ ذا
مَنْ فَضْلُهُ فِي سباق النَّاسِ أَسْواقُ
© 2024 - موقع الشعر