الحب أصدق/شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

لَا يَطرُقُ الحُبُّ قَلبَاً قَبلَمَا يَلِجُ
لَكِن عَلَى غِرَّةٍ يَأوِي؛ فَيَختَلِجُ

يَأتِي بِلَا مَوعِدٍ، عَذبَ الشَّعُورِ بِمَا
لَا تَستَطِيعُ لَهُ دَفعَاً بِنَا المُهَجُ

يَا مَن تُكَاتِمُ حُبَّاً فِيكَ لَوعَتُهُ
مَا كَانَ فِي الحُبِّ كِبرٌ أَوْ بِهِ حَرَجُ

الحُبُّ أَجمَلُ هَمسٍ قَد نَبُوحُ بِهِ
لِمَن نُحِبُّ، بِهِ الأَروَاحُ تَبتَهِجُ

بُح لِلمُحِبِّ بِمَا لَاقَيتَ مِن حُرَقٍ
فِي بُعدِهِ، وَبِمَا فِي القَلبِ يَعتَلِجُ

مَا غَابَ إِلَّا وَكُنتَ العِطرَ تَعبُقُ فِي
أَنْفَاسِهِ وَاشتِعَالَاً فِيهِ تَنسَرِجُ

لَا تَكتُمِ الحُبَّ؛ فَالكِتمَانُ مَهلَكَةٌ
أَقْسَى مِن الصَّدِّ، إِن يَلقَاهُ يَنفَرِجُ

خِلٌّ طَوَى حُبَّكُم مَا بَينَ أَضلُعِهِ
مُذ لُحتَ فِي لَيلِهِ الإِصبَاحَ يَنبَلِجُ

إِن رَفَّ نحوَ النَّدَى سِربٌ لِهِجرَتِهِ
إِلَى شَوَاطِئِكَ الفَيحَاءِ يَنعَرِجُ

أَتَاكَ يَسألُ : مَعنَى الحُبِّ؟، قَلتَ لَهُ
الحُبُّ أَصدَقُ مَا قَامَت بِهِ الحُجَجُ

الحُبُّ تَجمَعُ شَعثَ القَلبِ هَمسَتُهُ
وَيَنتهِي عِندَهُ الإِسفَافُ وَاللَجَجُ

يُخَامِرُ النَّفسَ ثَمَّالَ المَذَاقِ بِمَا
لَا غَولُ فِيهِ، وَلَا إِثمٌ، وَلَا عِوَجُ

كَأسٌ مِن اللِذةِ الأَنقِى نُعَاقِرُهُ
مَا طَابَ مِن دُونِهِ عَيشٌ وَلَا وَهَجُ

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر