وَصَايَا لطُلَّابِ الْعِلْمِ- الشَّاعِرُ: مديح أبوزيد - مديح أبوزيد

أقبل وهمُّكَ عِلْمُكَ الْمِدْرَارُ
كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ حَوْلَهَا الْأَنْوَارُ

أَنْتَ الْأميرُ على الْقُلُوبِ جَمِيعِهَا
وَعَلَى الرّؤوسِ مِنَ الْعُلُومِ وَقَارُ

يَا حُسْنَ طَلْعَتِكُمْ وَيَا عَجَبًا لِمَا
تَسْمُو وَيُكْثِرُ ذكْرَكُمْ أبْرَارُ

هَيْهَاتَ يَرْقى الْنَّاسُ مِثْلَ رُقيّكُمْ
فَعَلَى يَدَيْكُمِ يَخْرُجُ الْأَطْهَارُ

مَا أَبْهَجَ الدُّنْيَا وَفِيهَا عِلْمُكُمْ
لِهُدَاهُ فِي أَيَّاِمنَا آثَارُ

الزَّهْرُ أنتُمْ والنَّسائمُ حَوْلَكُمْ
وَالْعِطْرُ مِنْكُمْ تُزْهِرُ الأَزْهَارُ

يَا بَلْسَمَ الدُّنْيا ونَبْضَ حياتِهَا
يَا طَالِبًا للْعِلْمِ أنْتَ مَنَارُ

للْأَرْضِ رُوحٌ أنْتَمْ تُظلّلُنَا
والْعِلْمُ نُورٌ لَنَا وفَنارُ

طَهِّرْ فُؤادَكَ مِنْ دَاءٍ وَمِنْ غَرَضٍ
الْعِلْمُ طُهْرٌ للفُؤَادِ قَرَارُ

وانْزَعْ سِهَامَ الْهَوى مِنْ كُلِّ جَارِحَةٍ
فالجهْلُ دَوْمًا للهوى إبْحَارُ

الْجَهْلُ لَيْلٌ حالِكٌ بهِ ظُلَمٌ
وَالْعِلْمُ شَمْسٌ لِلْحَيَاةِ نَهَارُ

وَاحْفَظْ عُلُومَكَ في صدْقٍ وفي أدَبٍ
فالصِّدْقُ دَوْمًا قُوَّةٌ وَمَسَارُ

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْجَمِيعِ تَأدُّبًا
فلسوْفَ ينْبُتُ مثْلَكُم أحْرَارُ

© 2024 - موقع الشعر