خلف جدران النهار - زكية مال الله

تمضي .. تؤرّقني المسافةُ والمتاهة والمدى
وأعود أبحث عن زمانكَ.. عن مكانكْ.. عن صدى
لا مرفأٌ للحب يُدنيني ولا ظلٌّ بدا
كغلالة من فيض أعماقي تغشّاها لظى
وصبابةٍ في قيظ أشواقي تولاها الردى...
*****
تمضي كأروقة المعابد قد تُزار ولا تُزارْ
فيمور في ثكناتها حزنٌ يُؤجّجه وقار
وكأنها في الليل عاشقةٌ وأضناها انتظار
أو ربّما كالكأس تأبى أنْ تراقَ ولا تُدار
تبدو مؤرقةً.. مبعثرةَ الملامح في اصطبار
*****
 
 
تمضي .. فأصمتُ هل أبوح بما حويتُ وما احتويتْ؟
من كان لي نهراً تدفّقَ.. هل تُرى منه ارتويت؟
مَن أورق الأيام في قدري وأشقاني بصمت
فلأُوصدِ الأبوابَ أُغلقها فما للحبّ صوت
ولترحلِ الأشواقُ من ورقي فإني قد جفوت
© 2024 - موقع الشعر