ذعاذيع الحنين

لـ فهد بن ناوي الرشيدي، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

ذعاذيع الحنين - فهد بن ناوي الرشيدي

دارت الدنيا و سرتني ذعاذيع الحنين
و ابتدأ هب الهبايب و انجلا نور القمر

و أحضرتني ذكريات الهم و الجرح الدفين
حين قزيت المباني و السواني و الشجر

و الجبال اللي رقيناها زمان الراحلين
و الدروب اللي سلكناها على النوق الحمر

يا وجودي كل ما مريت مع هاك البطين
بين جيلان المناعض و العبيلة و الجدر

وجد من شدو معازيبه و شاف الضاعنين
كبو الملوي و هداج الحويط و الخضر

و يا بري حالي ليّا لديت للضلع المتين
و أكتنف فكري سؤالاً ما يجاوبه الفكر

وش بلاء البيضاء تزاينها عيون الناظرين
وش بلاء العاقر سواده ما تدانيه البشر

يا جبل الأبيض طلبتك لا ترد السائلين
علم العبسي طلبتك من سكن بيت الشعر

من نزل قاعك على مر الليالي و السنين
من رقا راسك و غنابك من الضيق و سهر

من سرحبك من ضوابك يا دليل التايهين
من حضره الفرض و أذن بك و صلابك عصر

ليش للكفه بقايا رغم كيد الطاعنين
ليش ما حتت مراسيمك معاصير الدهر

من زمان الجاهلية و النبي و التابعين
ما انتقص قدرك رشيدي رغم ميلات القدر

حافظن حبك على سلم الزحول الأولين
من سلايل عبسٍ و غطفان و سلالة مضر

أدري أنك يا نديمي تفهم الهرج السمين
وأدري أنه ما يهمك شمس و ظلال و مطر

مير جاوبني طلبتك لا تصد الحايرين
قبل ما نجفى بساط القاع و ندش القبر

© 2024 - موقع الشعر