لا لون يجمعنا - خالد قاسم

أعانقُ الصمتَ , والأحزانُ ترقبني
فصرتُ والصمت ُ والأحزانُ خِلّانا

مشيتُ في زمني لا شئَ يحملني
تمشي علينا هنا يا قلبُّ دنيانا

فرشتُ ضوئي على جهلي فأخبرني
بعض الجهالةِ صار اليومَ (نورانا )

عاهدتُ نفسي على ألّا أخادعها
حتى أظلّ طوالَ العمرِ إنسانا

كنّا اقتنعنا بحبلِ اليأسِ يشنقنا
الحلمُ أعتقنا , قد جِئَ قربانا

في الحبِّ نبقى وبعضٌ من قساوتنا
يحنو علينا ونقسو فيهِ أحيانا!

أفواهنا سكرتْ , نامت مباسمنا
لمّا شربنا عصيرَ الصمتِ إذعانا

لي حيرةُ الحلمِ تمضي فوقَ واقعنا
أظلُّ بينَ المنى واليأسِ حيرانا

بقيتْ مباهجنا في خدرها عُمُرًا
صرنا نقدّمُ مهرَ الفرْحِ أحزانا

لا لونَ يجمعنا في عينِ غربتنا
تبقى عيونُكِ للأحلامِ ألوانا

الناسُ لو أنّهمْ بالحبِّ قد كفروا
أزدادُ بالحبِّ بعد الحبِّ إيمانا

لمّا حلمنا بهِ نامتْ مواجعنا
حتى كأنَّ الكرى قد صار نشوانا

إني ارتشفتُ الهوى من خمر بسمتها
لمّا توارى الهوى بالعين خَجْلانا

إني أحبكِ يا سمراء أمسيتي
فاستقبلي هزجاً يرويكِ ألحانا

يشتاقُ موسمنا رمّانَ طلعتها
آوي إليهِ فقالتْ دعْهُ رمّانا

لمّا لمستُ الهوى في غيدها أسِلاً
ألبستها حللَ العشاقِ تيجانا

لمّا رأيتكِ في الأحلام فاتنتي
أدمنتُ طعم اللقا بالعينِ إدمانا

زهرُ الصباح على شُبّاكِ موعدنا
لمّا زرعنا بليلِ البعدِ بستانا

نهرُ الحنانِ , ومن عينيكِ منبعهُ
همسُ الشفاهِ يفيضُ اليومَ تَحْنانا

حزني على حَزَنٍ يسري بأعينها
صُبّي همومكِ في الشريانِ إحسانا

لا كونَ في أفقي بالحبِّ يجمعنا
حتى اتّخذتُ على عينكِ أكوانا

وأحملُ الحبَّ وحدي فوق ناصيتي
جعلتُ خيطَ المنى عودًا وأركانا

أشجارُ وصلي على أرضِ النوى ذبلتْ
هلّا زرعنا على الأشجارَ أغصانا؟

في غفوتي سهرتْ أصداءُ قافيتي
يظلُّ وجدي بحرفِ الحاءِ يقظانا

كاسٍ بأسئلتي صمتاً يغلّفنا
يبقى لدينا ولو نكسوهُ عُريانا

زاهٍ على غدنا شوقُ اللقاءِ ولو
تسلّقَ الليلُ فوق النجمِ قطعانا

إنّا ابتُلينا بنار الشوقِ فاحتملي
نبقى ونُكوى بنارِ العهد أزمانا

الخائنون لهم في الحب معصيةٌ
ما كنت يوماً هنا بالعشق خوّانا

أمضي إلى قلقي والحزن يعصرني
يا كاتم الحزن صار الحزن بركانا

صادقتُ صمتي على ألا يحاورني
فقال: يا صاحبي ذا الليل أعيانا

قلتُ الصداقة بعضٌ من فضائلها
أن نستقي من هسيسُ البوحِ كتمانا

أبكي على دمعةٍ فاضتْ مباغتةً
ضعفُ الرجالِ بلا دمعٍ كأقوانا

في رحلةِ العشقِ نبضي لا يساندني
أهوِي على واقعي أزدادُ أشجانا

إنّ الهوى قدرٌ يسري بهِ دمنا
ما قد عرفنا لهُ أصلاً وعنوانا

© 2024 - موقع الشعر