الكتمان

لـ سيد علي، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

الكتمان - سيد علي

كوني وردة تعيش في جناني
تسقى بدمي وروحي وأدمع الشريان
كوني زهرة أريج عطرها الإحسان
ونوالها نور هاذي الأكوان
كوني ملكة لقلبي تحيي به
لك أكتب شعري ومن أجلك ينطق لساني
كوني قنديل دهري الذي يضيء دربي
يشع أنجما ولؤلؤا وجمان
كوني عنواني وعنوان شعري
تحيى نفسي ويرقى كياني
سيدتي كثرت علي النائبات والرزايا
متخبط في وسط الهموم والأحزان
وزادني جمالك ثقلا وناء بي
ورمتني في بحر هائج تلك العينان
أيقضت نار إلتهمت أحشائي
وكوت فؤادي وقطعت أشجاني
سيدتي لا تحكمي علي بنظرة العينان
فحكمك هذا يقصيك من ودي وإحساني
قد كنت رجلا عظيم الشان
واليوم صرت ضعيفا أمضي بلا عنوان
ما ضننت يوما أن تثقل أجفاني
وأن أعيش ضائعا في دجى الأحزان
قد عشت وحيدا في عالمي لا أبالي
وبنظرة خاطفة هاج صدري وأضحى كالبركان
ردي جناني وامضي حيثما شئت
ودعيني أعيش مرارة النوى والخسران
لو علمت أن الهوى يسقى بالنيران
لقتلت هوايا أو هجرت أوطاني
ولكن قلبي ليس حديدا أو ردى
تبنى به الأسوار والجدران
وإن كان لك قلب مثل قلبي
فهوني علي ضيري ولملمي أحضاني
إني وإن يكن البكاء عيبا
أبكي شعرا يروي عبرة الوجدان
لا تلمني على تذللي و خذلاني
فمثلما قرأت اليوم عنائي ستعاني
وقل رحماك ربي من بغيرك
أستجير أنت أنسي ومعواني
فصبرا جميلا ينساب الدجى
ويعود نور الشمس للشطآن
كتمت الذي بيا في قلبي وأحلامي
ولكن الذي بيا أعظم من أن يكتم في جسد فان
كتمت همي
عنائي و شقائي
كتمت حياتي
عزتي و رجائي
كتمت بلائي
سقامي و عذابي
كتمت همومي
شدتي و رخائي
ولو وجدت الكلام علاج سقمي
لما كويت فؤادي بكتماني
فلا قلمي يخفف عني لوعتي
ولا كلماتي تزرع في قلبي اطمئناني
هاذي حياتي تقبلتها مبتسما
ومن تحتها سمها يجري في أشجاني
واليوم أعلنت الدي بيا حتى فاض
دمي عن جسدي من شدة إعلاني
© 2024 - موقع الشعر