سفر مع النعناع - سلمان فراج

سفر مع النعناع
 
 
قبل انتفاض الريح أمي رحلت
 
كموجه نهنهَها الشاطئ أو ترنيمه تثاقلتْ
 
واحتضرتْ
 
ولفّها العياء
 
 
 
 
 
تخففتْ من حملها
 
من "فيروس" الشتاء والسعالِ، من
 
تهافت الثرثره الرعناء في التلفازِ
 
والغَباء
 
 
 
وقبل أن تنام أمي كثّفت دعاءها..
 
وهدأتْ
 
وخلّفت في القلب شوقا حائرا
 
يراجع الشعائر التي تحط عند جَرْسها الخُطى
 
ويقْعد المقالْ
 
 
 
وصوت أمي ناعم
 
كرعشه الصباح في مسْكبه النعناع إذ
 
ترشها وتقرأ "الفَرْض" وتدعو الله أن يُصلّح الاحوالْ
 
 
 
وهمُها أن يأكل الأولادْ
 
أن يَدْفأ الأولادُ .. أنْ
 
يتّعظ القادر من حكايه الديك الذي استغوى فشبّ الباشق في
 
عُفرته المخالب الطوال
 
 
 
ودأبها
 
تعدنا عند المساء إذْ نعود من سفرنا
 
وتحمد النعمهَ أنْ
 
أكرمها الباري بفجر تصنع فيه قهوه الصباح..
 
.تلمنا قهوتها "الحلوه" في الصباح –
 
وتحمدُه
 
وتطلب الخير وتوفي قصه الحلال في أيامها
 
وسيره الحلال
 
 
 
وقد مضت ...
 
ذابت على حكايه العطاء مثلَ شمعة
 
ولم تضجّ، لم تقل هاتِ ولم
 
يلهث على طلعتها السؤال
 
 
 
وها مضت وحملت كل الطيوب كلّها
 
وخلّفت للشوق حلما آبقا
 
يسرح في مسكبه النعناعِ ... يتلو آيه الشعائر التي
 
تحط عند جرسها الخُطى
 
ويقعد المقال
© 2024 - موقع الشعر