جيش المواجع - محمد المصعبي

حدر جيش المواجع في مسيله
هدم سدّه وماواجه يزيله

جرف من يابس آهاته ونوحه
وصخر جراح من حيده ثقيله

جرى لأقصى مدى نفسي وحيّر
وقلبي من محيره عزّتي له

غزاني ليل أنا به كنت غافل
ونبهّني وشيشه في مسيله

بدون أوحي لجيشه رعد يزجم
ولا برّاق خلته في مخيله

غمر لي قصر الأحلام المشيّد
إلين أجتث ساساته بحيله

ذبح جهد السنين اللي بذلته
وخلاّ النفس من ذبحه عليله

ولكن الرجاء في ربّ يوشع
وذكى والماحي والأبرص وليله

مخارج يونس ٍ من جوف نونه
يخارج خافقي من جور سيله

فيا نفسي عن الأوجاع كفي
كفا منها وحمّاها المليله

فكم من هم ذالدنيا تشلّي
ويفنى العمر والدنيا طويله

إذا الأيام ماطاعت وواتت
ولا للمبتغى باقي وسيله

خذي من زهد جندب بن جناده
فكم في سيرته عبره جليله

خذي قسمش من كنوز القناعه
إذا من ماطلبنا جاء قليله

قليل الشي له لذّه وحكمه
فيمكن واجده ماسرّ نيله

قضى ربّي على الإنسان أمره
وعن أمره فلا مهرب وحيله

رضانا بالقدر خيره وشرّه
جعل ربّي لنا صبره فضيله

لنا في ثالث الأثلاث دعوه
عظيمه في نتايجها الجزيله

فإذا الأوجاع جيش أحتل عمري
فثورة شعب آمالي تزيله

لها موعد من الله في إنتظاره
متى حانت فرحنا جات خيله

فلا مستعمر إلا له نهايه
جليّة بين موته أو رحيله

حقيقة كل ليل أسدل ستاره
شروق الشمس بستاره كفيله

© 2024 - موقع الشعر