عنفوان الشعر - حامد بن مايقه الحبابي

برد عنفوان الشعر ماعادلة والي
تعكر مزاجه واختلف جيله التالي

عواصيف صيف هزتة عقب فزته
تساقط ورق لاغصان منها على الخالي

ذوّت والتوت وغصونها شان لونها
دخلها الصفار وفضّلت زودها المالي

موازينها ماتت معا وازنينها
ولا عاد منها كون عنوانها البالي

مضت وانقضت من يوم ماتوا قضاتها
تلاشت ومات وفاتها زين الأمثالي

وانا قد مضالي لذة في طروقها
احافظ على مخراج دربي ومدخالي

احب الهوى وان شفت مهضومة الهوا
انسف طوارف غترتي وانكس عقالي

اعاين وعيني ماتصادم عيونها
خجول يجول بخاطري ماتغايالي

اذا شفت من ريانة العود عودها
تناسيت من حولي ولو كان عدالي

ذوات الحسن واللسن لا رحم حيهن
سلبن العقول وقولهن زاد غربالي

تهيئي هيا لاهل الهوى مذهب الهوى
على ماتريد تصيد لو قلبها سالي

ولا تستحي من هند لو هند عندها
تزيد العذاب وتمزج المر بالحالي

لعل الليالي اللي مضت من عمارنا
على قولة اللي قال تطري على بالي

اسلي بذكراها هواجيس خاطري
واطري بها ماضي زماني ومدهالي

واذكر بها ناس مضوا من ربوعنا
هل الطيب والعادات والمذهب الغالي

حمى الجار مايشكي من الجور جارهم
سقا دارهم من رايح المزن همالي

معادن وفا لاهل الوفى تنكر الجفى
على الجار والخطار والعم والخالي

اذا مات منهم خيّر خلفوا لنا
عوايد مواجيبٍ على مر الأجيالي

اذا كان مثلي واجبه يلتزم بها
ابدّي عيال الجار واخلِي عيالي

عواني عوانينا عواني عيالنا
وعواني عيال عيالنا تمنع الجالي

اذا لاذ فينا واحدٍ زابن بنا
منعناه بالعادات ونصالي الصالي

ولا نربط اطنابه بطارق بيوتنا
يشَيد عمد بيته على المنزل العالي

سنه وشهرينٍ عندنا في سلومنا
بها المستجير ايجار في كل الاحوالي

واذا فات منها ينتقل عند غيرنا
على ماذكرت اقول واثبت اقوالي

عوايد قبايلنا ومارث جدودنا
ولا نستمع في حقها قول عذالي

وانا اليوم تحت الحوم والنوم عاقني
حربني لذيذ النوم ليلي ومقيالي

افكر بعبثات الليالي وجورها
على الناس والوسواس لاقشر تهيالي

اشوف الزمان اللي علينا يسوقنا
على غبة في جوفها بعض الأهوالي

يلومونني ناس عسى الله يلومهم
علشان ماحطيت بالبيت بنغالي

يقولون لي متخلف خاب فالهم
على بالهم ماجالهم جاز في حالي

وانا اعتز في طبعي وربعي وقريتي
بعيد من الدوحه مقري ومنزالي

اعاند براد الصبح في جال مجلسي
وحيد معا متكاي وابناي ودلالي

اقابل معاميلي ونجري ودلتي
اكسر هواجيسي على ذوق فنجالي

واخاطب عيالي من فوادي ومهجتي
علشان ماينسونني بعد ترحالي

واذب الطوار اللي جنوبي بيوتنا
بديته وذكرني وانا كنت متشالي

مداهيل خلاني وعنوان نشوتي
مراعي بنات البر والدر وجمالي

سقاها من الوسمي ثلاثين ضاويه
علشان ينبت روضها عقب الامحالي

يشاف القطيفي والنفل في ركونها
كما السندس المخلوط بالوان واشكالي

يوقظ بها طير الفلا نايم الخلا
على صوته الصداح في ذيك الأطلالي

وانا الهايم المشتاق في بر ديرتي
وانا العنصري في حب داري ولا ابالي

احب الصحاري والحباري وطيرها
على قولة اللي قال واسير في فالي

واحب الفضا والصيد والخيل والنضا
ولا اوالف الكوره ولا اداني الرالي

لاشك الزمان يردنا دون ودنا
على مايريد وبدل السير زر فالي

تمر الليالي بالتوالي وتنتهي
واصارع خيالي والمقادير تبرالي

نصيبي من الدنيا قماش يلفني
واذا مات راسي ماتخيرت مخيالي

انا وين بلقى صاحب الوجه والقفا
افيض عليه اسرار عنوان مرسالي

رفيق يشاركني همومي وفرحتي
وانا اشاوره في مبهم الراي واحوالي

تفكر زماني واعتذرلي وقال لي
محال تحصل صاحبك وقتنا الحالي

مع الختم فيها مثل ماقلت مبتدي
برد عنفوان الشعر ماعاد له والي

© 2024 - موقع الشعر