شيء من الفراق - حسناء الحتاش

..وكسرت من ورائك كل حواجزها
كل هوا مسها الدافئة
فشردت بعدك كل أوراقها المريرة
لقاءاتك بها
كانت اكبر من اللقطة الأخيرة
أكبر من صمت القلوب
عندما انفصلت حواسك عنها
 
..كنت سيوفا متورطة
في عملية قتل بشعة
وما زلت المتهم الوحيد
في تعذيب قلب بريء
 
أتذكر..أتذكر ذلك المساء الحزين
لعله الخوف الذي أبعدك عنها
حتى انقلب الكأس
بسبب قشعريرة يديك
أحسست ببرودة شديدة من دونها
قرأت ذلك وأنت تلبس معطفا لعينيك
ثم همست وبدون قصد
أنه يجب عليك أن تزيلها
و أن تفارق خطواتها للأبد
 
سيدي.. لك ما تطلب
فلطالما كانت تحلم بأنها معك
تكتب حكاية من تأليف هواك
فيها بداية اللقاء الجميل
و نهاية الفراق الأليم
 
..كانت تغار من أفكارك
عندما تتراقص على جبينك
لتنجب قصة رائعة
تلك القصة التي ذبلت أوراقها
وكم حاولت أمطار الأشواق إنقاذها
 
سيدي..لك ما تطلب
لستم أول أو آخر كائن
يستنشق وجدا من دموع المسافات
أو يتعذب جمرا من أوامر الفراق
وليست خائفة من مواجهة الآلام
إذا كان الألم هو نفسه
شئ من الفراق
© 2024 - موقع الشعر