تلمودُ قلبٍ حطَّهُ الحزنُ في بلـٍى

لـ فرحناز فاضل، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

تلمودُ قلبٍ حطَّهُ الحزنُ في بلـٍى - فرحناز فاضل

إهداء يتقطّر الخجل من جبينه:
إلى الّتي كانت أقرب لي من نفسي ولمْ أدرك
وكنتُ أقربُ لها من نفسها وبغبائي لمْ أشعر
إلى من علّمتني كيف أذكر الله قبل المنام
كيف الصلاة؟ كيف التسبيح؟ كيف الدعاء؟
كيف أكون على ظهر الأرض ليس كأحد الأنام
أكون فريدة بعبادتي للفرد الواحد
أكون صامدة في احتمال مخلوقاتِ الأحد الصّمَد
أكون أنا .. فلم يخلق الله لي مِثْلاً في البشر
سبحانه القائل: "بلى قادرين على أن نسوّي بنانه"
وهذا بناني المبتور وبياني المنسوخ
فكنتُ أنا
وكان .........
 
تلمودُ قلبٍ حطَّهُ الحزنُ في بلٍى
 
ولمَ لمْ تتحجّرْ مقلتايَ بياضاً ..
حتّى أفجّر منهما حزني تفجيراً
فتفجُرَ في محجريَّ عيونٌ
تجري من معين بكائي أجاجاً
فيسلُكَ بي الألمُ فجاجاً
حتّى إذاما بلغَ الوجعُ الزّبى
أصّعَّدُ تلّ السّماء ....... حتى انقطاعِ الحياة
فقد ضاق بي مصعد صدري ..
غرقاً في تياراتِ الدنيا
وقد ضقتُ بكَ يا قلبي حين علقنا سويّةً
في (تلفريك) عالقٍ من عرقوب الرّجاء
- تهشُّهُ الريح كالذبابِ عن إناء فضائها -
على حبل الهباء ..
بين قمّتي غباء !!!
 
أعرني صخرتك سيزيف ..
وأجلب لي من الوادِ المدجّج بالفناءِ صخرةً
أرتقي بهما جبل السّماء ..
حتى أعرج إلى سدرة المرار ممتطيةً ظهر الموت
فعلى كِلَي كتفيَّ رغبةٌ في احتمال الجبال
وفي نفسي رغبةٌ عارمةٌ لو أدكّ جمجمتي بجمجمتي
ربّما يظهرُ لي قرنا عقلٍ رجيمٍ
حينَ هدرِ دم جنوني ..!
 
وأُدلّي أوتادها – تلك الجبالَ – على صدر قلبي
عسى ينغرز فيها وتد من صبرٍ كالجبال
وأسحبُ الصّبر بالحبالِ
أضفّرها – تلك الحبالَ – برغبتي في الجزع
ورغبةُ طفلةٍ بي في البكاء
لكنّني أتنازعني بين ربطةِ شعري الحمراء
وبين رباطةِ أحمقٍ يدعونه جأشي
وبي شوكةٌ صدئةٌ من الصّمتِ
عفَّ الظُلامُ عن كسرها
يتناولُ بها الموتُ روحي
من صحنِ مهجتي ..
 
إنّني حقّاً مللتُني ..
أريد لو أسافحَ علقمي بأعظمي
وأعبِّئُني برمادِ الوجع كعبيئةٍ ناسفةٍ ..
تُرمى إلى الماء ليُفسِدَ عليها عقلها
ويعقلَ فيها بركانها
ويروّضَ بارودها فيصبحُ من بعدِ رمادٍ رميماً
ويفضَّ فتيلها فينال منها وطَرهُ من البلالِ
وتنال كفتيّةٍ مغتصبةٍ نصيبها من الإذلال
 
آهِ يا موتُ .. يا خادمهم
تدري!.. مساء قبضتَ روحها
أصاب قلبي منها قبس النّار كشهابٍ ثاقبٍ حارقٍ
فأيّ ذهولٍ نالني ..! لمْ أعتدهُ
على الرغمِ أنّي اعتدتُ بيعَكَ ذهولي
هذا الذي لا اسم على غلافه ....
كانت عليه ماركة شَرَكِكَ الجديد
لمْ يكن كأيِّ ذهولٍ شريتُهُ لكَ في (سوبر) صدمتي
ونسيتُ أنْ أحررَ لكَ بها (فاتورةً) تُعنى بحسابِ ثمن بغضائي لكَ
وغافلتني كثيراً إذ أذقتني حرارةَ يدِكَ الفارغة منّي
وسرقتَ بأخرى من خرينةِ قلبي روحاً ثمينة
فمنيتُ بخسارةٍ فادحة
حتّى أفلستُ من أيّ أمل
وأغلقتُ حانةَ قلبي للحزن
 
 
(((انتهى انجراف الهذيان)))
 
وبعد هذا
ليسَ هنالكَ من كلامٍ مفهومٍ
فقد وضع الأنين عليه (شيفرة) الآه
ووضعتْه النّفسُ في مجلّدٍ مخفيٍّ عن البوح
فكما للسماءِ أسرار
للأجداثِ في قلبي أسرار
فقط لروحها منّي السّلام
ففي السّلام فكُّ الأسرار
ب(كودِ) الصّمت المطبقِ بنظامِ الكبت العالمي
 
فالمعذرة
والسّلام ...........
 
 
 
 
(ما يلي ليس متاحاً لأحد)
تبّاً لي .. ما زلتُ أتنفّس !
 
 
 
 
 
فرحناز سجّاد حسين فاضل
14 – تشرين الأوّل – 2010م
الثامنة والنصف مساءً
في الساعة التي نازعت روحها الرّمق الأخير
تنشر في أربعينية عمتي زهرة خاتون فاضل هاشم
28 – تشرين الأول – 2010م
© 2024 - موقع الشعر