ورحل (نثر فصيح) - أنثى جموح

دعني أتفكّك من قيودك
الصمّاء
في لجة الحب البعيد
أغرق حتى الموت
ولا أجدُ متنفسّاً يحتويك !
أين أنت؟
هل في تلك الزقاقات مع أحداهن دون سابق موعد
أم بموعدٍ في ال سويت حيث الكارلتون وحدك؟
وأنا وحدي!
هلا تلاحظ مدى الشبه؟
حتى في استفراداتنا نتقاسم الوجع
ونرسل به مع فتات الورد المجروح بشوكه
وأيُّ جرح والعرق لا يستطيع التعبير عن ذاته بدم؟
بعد كل تلك الأظرف البيضاء
والقهوة المسكوبة على طرف الرسالة
ورائحة الغليون القاتمة
أفتقد ذلك النقر المتلعثم في داخلي
وصوت أزيز النافذة المجاورة لحقل التوت
وابتسام الشروق
وسهر البدر
وانعزال العربة الخشبية في طريقٍ موحش
والمظلة
لطالما شهدت على اجتماع شعري بشعرك قريباً من مقبضها
والأرجوحة المنهكة
والسنجاب المدفون تحت جذع البلوط
ورائحة التراب الرطب في صباح الشتاء
وانكسار الضوء داخل غيمة
وارتسام الأرجوان خطاً خيالياً في سماء مساء
وبقايا رماد الليل على ثلج القارعة
والجرائد المتناثرة
وأوراق الشجر المستسلمة للريح العتية
بصفرتها
واحتراق أطراف بعضها
وخشيش حركتها على الصخر
وطيور السنونو البائدة
في حضور النورس
والموج الأزرق
وأشعة الظهر البرونزية
وحرفك على رمل الشاطيء
ومنديل زهري نسيته
أو
تركته لأعود إليك ذات يوم
ولم أعد
أقصد
عدتُ ولم أجده !
خلتك جئتَ يوماً
واحتفظت به للذكرى
وإلا
طار مع الريح
أو انتقل مع الموج
كما رحل حبّنا
ولا زلنا نمنّي أنفسنا به
رغم عمره القصير
ولكن
شابت مفارقه
وتجعّدت وجنتاه
ورحل !
© 2024 - موقع الشعر