الكتاب وشذى - لفى الهفتاء

من شذى أوّل هديّة لي اهدَتها كتاب
لا قريته حنّ قلبي لمهديته شذى

ذيك ذات الكحل والروج الأحمر والخضاب
كم خليٍّ نام وإن مرّته صبحٍ هذا

كلّ حلمٍ في عيوني بدا مثل السراب
أتبعه وأقول: والله ماني هكذا

آه يا عهدٍ خلا بين ما لذَّ وطاب
حبَّذا لو بيننا عاد ساعة حبَّذا

أتأمّل شمس واغيب من سكّر مُذاب
ويحتويني ليل لا حلّ بانسامه شذا

ولا قطفت الورد دون اللآلي والرضاب
عانقت سمط الذهب من ترايبها جُذا

خيزرانٍ من لبن لا تمايل بانسياب
حط في قلبي جراحٍ وفي عيني قِذى

آه من تينٍ وهو عذب في نيله عذاب
لا اقبلت تختال والثوب مفتوحٍ .. كذا

فتنةٍ ما مثلها بين تلعات الرقاب
كلّ عظمٍ في جسدها من المسك اغتذى

داعبتها النود صبحٍ وغازلها السحاب
يوم تلبس رجلها طاهر التربة حذا

ما يعيّبها بعين الهوى غير الغياب
لوّها بالحسن ترسم سبيلٍ يُحتذى

كلما عاتبتها ما أخذت من العتاب
غير كلمة ما ورى قولها غير الأذى

كم حبيبٍ يا لفى به من الحب اكتئاب
قلت: هذا الموت قالت: وهي تضحك وإذا؟

قلت: وأنتي؟ قالت: اصعب سؤال ابسط جواب
عايشة بين الخزامى ببستانٍ عذا

كل يوم أعيشها قصةٍ دون ارتياب
صابر ومثلي من الصبر مدري وش خذا

© 2024 - موقع الشعر