للمكرّر في المرايا... - عمر عناز

فَدتكَ الخَافِقَاتُ
 
وَهُنَّ نَزْفُ
وَدونَكَ كُلُّ مانَهواهُ حَتْفُ
وَحَولَكَ أَنفُسُ الشُّهَداءِ حِرْزٌ
وَدمعُ الأَولياءِ
 
وَذَاكَ كَشْفُ
ضِفافُكَ
 
والنَّدَى
 
وَظِلالُ عِشْقٍ
لَها قبلَ انفِرَاطِ الماءِ عَزْفُ
وَبينكَ وانسكابِ الحُلْمِ نَهْرٌ
 
مِن الحِنّاءِ
 
والصَّبَوات جُرْفُ
وَحِينَ تنهدت أغصانُ روحي
ورتّق أدمع الأزهار طرْف
بَكَيتُ
 
بَكَيتُ
 
كانَ العُمرُ حُلْماً
 
يكحّل جفنه الوسنان طيف
 
رَبيعيَّ المَلامِحِ كانَ عشقي
وَكُلُّ مَواسِمِ العُشّاقِ صَيْفُ
فيا وطنا
 
بيارقه بروقٌ
 
تلفُّ الأرضَ
 
لكن لاتُلفُّ
قرأتك في ضميرِ الأفق شمسا
لها هدب بأعماقي يرفُّ
 
ترشّشُ من حليب ضياك صبحا
مخافة أن يغلَّ الفجرَ سدْفُ
تؤرخك المسافةُ بين نبضي ونبضي
 
- إذ قلوب الناس غلْف-
 
لذاك فأنت منغرسٌ بقلبي
ولي فوق التماع ذراك عُرْف
أبا الكرم السحاب إذا تبدّى
 
تلاقفه النواظرُ
 
لا الأكفُ
أجل أنت المكرّر في المرآيا
وفي ألق البنفسج
 
إذ يشفُّ
أجل أنت الأَمامُ
 
إذا ادلهمَتْ
وراودَ كل هذي الأرض خلْف
فقف بين الوصول إليك دهرا
 
- وبينك -
 
كي يضيءَ اللوحَ حرف
ففي قاموس أحرفك المندّى
يشم حضارة الفنجان ضيف..
أَرق وَهَجَ انبثاقِكَ
 
كي يَكفّوا
فَلنْ تلوي خُيوطَ الشّمْسِ كَفُّ
وَلُذْ بِالكِبرِيَاءِ
 
فَذَاكَ إلفٌ لِشَعْبِكَ مُفرَداً،
 
والكُفرُ أَلفُ
ولايَغرُرْكَ ماقَال الأعادي
فَكُلٌّ غَير قَولِكَ أَنتَ
 
زَيْفُ
وَكُلٌّ غَير صَولَتِكَ افتراءٌ
فأَصدق مَنْ يَقولُ الآنَ سَيْفُ
أَرقْتَ لَهُ مِن العلياءِ سَيلاً
فكانَ لِكُلِّ جُرحٍ مِنهُ غَرْفُ
وَأَمسِ
 
رَأَيتُ وَجهَكَ في مَنَامي
وَحولَكَ مِنْ جُنودِ اللهِ صَفُّ
تُحدّثُنا بِأَنَّ الشَّمسَ بيتٌ لَنا ،
 
والنّصْر يامولايَ
 
وَقْفُ
وَأَنَ الله
 
- جَلَّ اللهُ – يَدري
 
بأن لنا رقى في الغيم تطفو
رقى بيضاء
 
ندّى الضاد منها
فرصّع سمرةَ الكلمات طيف
أبي،
 
يا أيها الوطنُ المفدّى
سأصرخُ،
 
صرختي والنار حِلْف
 
لأهلي الراية الشماء
 
مهما تشامخَ فوق هذي الأرض حيف
لأنّهُمُو
 
وإنْ نَحَلتْ جُسومٌ
وَإنْ شهقت برعشتها الأكف
فَلا وَاللهِ لَنْ يغضُوا لِوَهْنٍ
فَعزمُهُمو على الآفاقِ عَصْفُ
لأَجلِهُمو
 
وَهُمْ ( يشماغُ ) عِزّي
نَذرْتُ عِقَالَ رأسي
 
وهو سَقْفُ
لأجلِكَ .. لِلتُّرابِ..
 
لِصوتِ أُمي
لِطفلٍ تَحْتَ ظِلِّ يَديكَ يَغفُو
لِساقِيةٍ تَخِيطُ الرّيحَ رُوحاً
وَتَنفُخُها بِصَدريَ
 
وَهْوَ دفُّ
غَرسْتُ هَواكَ فِي بستان قَلبي
وَيا مَولايَ .. هَا قَدْ حَانَ قَطْفُ
© 2024 - موقع الشعر