أمنحــُني نفسي والخارطة .. - وفاء عبدالرزاق

أمنحُني نفسي والخارطة ..
 
 
 
 
 
 
 
 
مختارات من ديوان ( أمنحُني نفسي والخارطة )
 
قلتُ لأجراسِ الغاباتِ
لعلَّ يدَكِ هناكَ ترسُمُ قلعةً
فتهاوتْ شاردة ً في جيدي
وأعطتني غفلة َ طهارةٍ
وستارةً
وخلعتْ نيساني وشهواتِ غُصوني
فرأيتُ راهبَ صمتٍ
يوثقُ برجَ القلعةِ
قلتُ يا راهبا ً تسطو حدودي غانيةٌ ٌ
وتؤجِّجُ نزع الجلدِ أقراطاً
تُضاهي الشكَّ بثوبي
وتصدىءُ جدرانَ الظلِ
فتمادتْ زنزانة ٌ توقدُ تنّوراً يتنهَّدْ
وتركتني بزيتِ الغفلةِ أتوقّّدْ
قال يا بنتَ الطينِ
الرعشة ُ دمٌ
وخيط ٌ في بُرجِ الروحِ
فامتدّي ما شئتِ
ولكنْ
حدودُكِ كفنُ القلعةِ
وحريرٌ يهذي
ونحنُ فضَّة ُ لذائذِكِ
ففرَّ خطوي لقنديلٍ
يتضرّعُ لقميصِ النومِ
كي يستر مخيَّلتي العذرية
ويقولُ للماءِ انسجها
خوخةَ تكوينٍ وتجسَّدْ
وشكا لقميصٍ آخر
عن شركِ ضمادي
لكن أخلاقَ الأفعى
 
عرفٌ في الناقوسِ
يجمعُني بماءِ سواحِلهِ
والراهبُ بأجراسِ الإثم
يكفّّرُ عن ذنْبِ القلعة 0
 
 
 
كلّما انتشى ثوبُ تاريخِ الفصولِ
أُصِبتُ بزُكامِ الرعبِ
كلّما علا الكلامُ بكبرياءِ الكتابةِ
جلّلني شرفُ الرتابةِ
أغدقَ نوحَهُ
وأفزعَ سهوةَ القلقِ.
 
لذَّ لي بياضٌ في خُلوةِ المهدِ
تشبَّثَ بلعبةٍ من جريدِ النخيلِ
سوَّرتُهُ
لعلَّ جفلةَ الهديلِ ترتعشُ¡
غير أن البكاءَ اختنق
والتفَّ
قماطُ اللحظةِ بالعَفَنْ
 
 
ففتَّشتُ
لتاريخٍ
قادمٍ
عن
كفن 0
 
 
 
أهرُبُ ممَّنْ
من هيئةِ البحر ¿
من مثلَّثِ المعصية¿
البيت¡ المدرسة¡ الدولة
أهرُبُ بخوفٍ دائمٍ الخجلِ
وطفلةٍ تراها الشرطة ُ طلقة ً
وأراها نرجسة ً تلهو
بضجيج القبل.
أهرُبُ إليها
أختلسُ عمرين
وأصمُّ هواءَ حدائقها
لتتبرأ
من غُصنٍ
 
شجرةٍ
وورقةٍ
ثالوثٌ يَقلعُها نشارةً للخشب 0
 
 
 
أنتِ لي
قُلها
لنوحد الريقَ رغيفاً
ونملكَ دقائقَ مرآةِ الوحشة
قلْ
يا منفى جُنونٍ في أضلاعي
بأني حُلمٌ أزرقٌ
وأهدابيَ سفنٌ
أفضتكَ بسرِّ الشطآنِ وما جت
قُل لحمي
خِصمي
قُلها هضابُ قبائلِكَ
وتقدَّم جبلاً أجردَ
شقَّ بعصاكَ المنفي
فُجَّ الترحالَ وتوكَّلْ
باسم جنوبيَّةِ الروحِ
وامرأةِ الحنَّاءِ
فأنا
يرافقُني نَقصي
يتبرَّجُ زهوي فيكَ
وأنتَ تصوِّبُ ذاكرتي نحوي
ولساني مقطوعٌ من ألفِ سنةٍ.
قُلها
وأُعيدُ برجاءِ الأُنثى
إنِّي أخفيتُ فيكَ سرابي
وسدري
ومنحتُ نهري جرارَكَ
وإنّي خصوبةُ بعثٍ
تكسرُ عُكَّاز الليلِ وتُبصر¡
 
 
سأوحِّدُ جهاتِ أُنوثتي
لأني منكَ
ونساءُ ثيابي
وعقدة حرزي
قُلْ لي أُحبُّكِ واشعلني
واتركني للريحِ شرارة 0
© 2024 - موقع الشعر