الـلـطـف فـيـهـا - مانع سعيد العتيبه

اللطف فيها رقة تتناهى
والحسن فيها يوسف يتباهى

لما التقينا أمس في محرابها
صلى فؤادي شاكرا لقياها

سلمت فارتعشت يدي في كفها
فالجود ما جادت به كفاها

وتسمرت عيناي فوق جبينها
وبصوت مذهول ذكرت الله

ما أجمل اللقيا بمن خاطري
كانت تعيش ولم أكن ألقاها

شرح الغرام بلا ضجيج صمتها
وتكلمت بمودة عيناها

همست مرحبة بزائر بيتها
لما مع الليل الشجي أتاها

قالت : تفضل والحياء بصوتها
واحمر من ناريهما خداها

صبت بنفجان صغيرة قهوة
والقلب صب صبابتي وسقاها

وثملت من خمرين خمرة لطفها
ومن الحميا في نسيم شذاها

وسمعت حرا في بيان حديثها
وذهلت حين تبسمت شفتاها

تختار من لفظ الكلام أرقه
ومن المعاني دائما أرقاها

في صوتها فيض العواطف دافق
لا فرق بين حديثها وغناها

أذناي بعد اليوم في دنيا الهوى
لا تطربان إلى سماع سواها

فحديثها عذب كنظم قصائد
يتعجب الشعراء من فحواها

مر الزمان ولم يمر تلهفي
ما أقصر الساعات حين أراها

ما قلت أهواها بصوتي إنما
قال الفؤاد بخفقة : أهواها

وشعرت لما ودعتني أنني
خلفت قلبي في حمى يمناها

© 2024 - موقع الشعر