يــوم اللـقـاء المنـتـظـر - مانع سعيد العتيبه

يوم اللقاء المنتظر
عيد بأحلامي ظهر

في شاطىء متجرد
من كل آثار البشر

زار الشتاء رماله
فعفا على الرمل الأثر

والشمس أخفى ضوءها
غيم توحش وانتشر

والبحر أنشد موجه
لحن الملالة والضجر

وحدي وقفت وفي دمي
جمر من الشوق استعر

وعد الحبيب وما وفى
وعد اللقاء وما اعتذر

أرسلت نظرة يائس
للأفق والدمع انهمر

وشعرت أن الغيم ضج
وبالأسى مثلي شعر

فبكى معي ودموعه
لمعت ببرق من شرر

أغمضت عيني لحظة
وفتحتها كمن انبهر

فرأيت وجهك باسما
وذهلت والرعد انفجر

ما كنت يوما مخلفا
وعد السهارى يا قمر

صبح الشتاء كليله
بكليهما يحلو السهر

أهلا حبيبي أنت من
أرجعت للعين النظر

ومسحت دمعة حزنها
بلقائنا تحت المطر

لما أتيت لموعدي
متحديا غيم الخطر

أيقنت أن الحب
أعماق فلبينا انتصر

وبلهفة ضمت يدي
يدك الندية وانغمر

في شوق كفي بردها
فغدت كنار أو أحر

وتتابعت منا الخطى
من غير خوف أو حذر

أمسافران ؟ وكيف لا
يحلو لقلبينا السفر ؟

فوق الرمال وزادنا
حلم شتائي الصور

وسمعت همسا للرمال
يقول : حلو من حضر

فأجبتها : لا تحسدي
ونصيحتي غض البصر

معذورة هذي الرمال
نعم ومثلي من عذر

فجمال من أهوى له
في كل حاضرة خبر

وتذوب عند لقائه
حتى قلوب من حجر

خطواتنا لم تنقطع
وتساقط المطر استمر

سرنا ونبض قلوبنا
إيقاع موسيقى الظفر

والبحر يضحك موجه
ويغازل الريح الشجر

في غمرة الزمن السعيد
ومولد الأمل الأغر

مر اللقاء كأنه
طيف بثانية عبر

وشعرت حين تركتني
أن السرور هنا انتحر

وبأن قلبي لم يعد
بين الضلوع وما هجر

بل طار خلف خطاك
لكن الجناح به انكسر

فهوى وذا فعل الهوى
ومن المقدر لا مفر

كأس الفراق مريرة
لكنا بقاياها أمر

لما التقينا لم أكن
أدري بما ربي أمر

وبأن دنيانا لها
وجهان من خير وشر

فإذا تبسم وجهها
يوما فحاذر أن تغر

وإذا تولت عنك فاعلم
أنها كر وفر

والصبر نهج المؤمنين
وفاز حتما من صبر

آمنت بالله العظيم
وبالقضاء والقدر

© 2024 - موقع الشعر