يـفـارق خـافـقـي الـهـمـا - مانع سعيد العتيبه

يفارق خافقي الهما
إذا ما أقبلت شما

تصيح بفرحة : بابا
وتترك خلفها الأما

تطوقني ذراعاها
وتغمر هامتي ضما

فأشعر عندها أني
ملكت البر واليما

وبين يدي أحملها
بما تحكيه مهتما

وتدرك طفلتي أني
أجيد المدح لا الذما

فإن ناجيتها ابتسمت
وفيض سرورها عما

وإن أوهمتها أني
غضبت تصدق الوهما

تعانقني مصالحة
وتشبع وجنتي لثما

فيضحك خافقي فرحا
وأشكر واهب النعمى

وفي يوم من الأيام
كنت أصارع السقما

يسيل الأنف من برد
ويشوى الرأس من حمى

وجاءت طفلتي ترنو
لساعة لهوها العظمى

ونادتني كعادتها
فألجمت الهوى لجما

ولم أفسح لها صدرا
ولم أقبل لها لوما

وقلت : الحرص يجعلني
أعارض لهوك اليوما

زكام في هدمني
ولا أرضى لك الهدما

وعدوى البرد عاجلة
فظلي يا ابنتي ثما

فما قبلت حكاياتي
وعني سمعها صما

وظنت من براءتها
بأني غاضب حتما

وأني طالب صلحا
يزيل الحزن والغما

فجاءتني مصالحة
كعادتها معي دوما

حبت تسعى إلى قدمي
كمن قد قارفت إثما

وقالت وهي تلثمها
أنا شما .. أنا شما

فزلزل خافقي حبا
نداء حنينها الأعمى

وكدت أضمها فأنا
إلى قرب لها أظما

ولكن لم أطع قلبي
ولم أقبل له حكما

لأني لا أكون أبا
وأرضى لابنتي الظلما

إذا ظمئت أأسقيها
بكأس عواطفي سما ؟

وقفت أمام شمائي
بروح غادرت جسما

وصمتي ناب عن شرحي
وشما ترفض الفهما

فلا أنا قابل حربا
ولا هي تقبل السلما

وصدق الحب يجعلها
تبين لناظري أسمى

ولولا أمها جاءت
لأوهن صوتها العزما

فشكرا أم شمائي
أصبت بفضلك المرمى

وكنت لنا كمنقذة
وبدد فعلك الغيما

ويا شماء معذرة
فأنت قصيدتي العصما

حماك الله يا أملي
سروري فيك قد تما

© 2024 - موقع الشعر