شـكـرا جـزيـلا فــارس الـفـرسـان - مانع سعيد العتيبه

شكرا جزيلا فارس الفرسان
شكرا يردد خافقي ولساني

كرمتني ووضعتني في مجمع
يسمو بنور العلم والإيمان

طوقتني بوسام فضلك مرة
واليوم تمنحني الوسام الثاني

يا أيها الحسن العظيم تحية
فجميل صنعك سيدي أرضاني

والله ما مدحا أردت ولا سعى
شعري إليك بغير صدق بياني

لكنني يا سبط أشرف مرسل
في أمتي من خالق الأكوان

آمنت أنك صادق تسعى إلى
مجد العروبة كالمحب الحاني

لو حل فيها أي خطب سارعت
يمناك تسعفها بغير تواني

وإلى البعيد نظرت نظرة عالم
متفتح لا حاقد وأناني

ونصحتنا بالحب فهو معمر
لبلادنا والخير في العمران

كنت الأب الحاني على أولاده
فنهيتنا عن نزعة العدوان

وطنا رحيما قد بنيت بحكمة
ودعوتنا للصفح والغفران

بمسيرة خضراء قدت جموعنا
بطلا بهمة أشجع الشجعان

أرجعت ما سلب الغزاة وهذه
صحراؤنا ترتاح في الأحضان

أحضان أم لا تفارق طفلها
مهما تلاق من الأذى وتعاني

لك يا مليك مبادرات سجلت
في مكرمات تراثنا الإنساني

بالعدل سدت فكنت أعدل حاكم
وتراك عين الشعب كالميزان

في حفل تكريمي كعضو عامل
في مجمع تزهو به أوطاني

أشرعت باب النثر أطلب عونه
لكنه فيما أردت عصاني

وتجمد القلم المعذب في يدي
فسألت ماذا حل بي ودهاني

فأجابني صوت أحب سماعه
أنسيتني ؟ ما العهد أن تنساني

يا شعر عفوا ما نسيتك إنما
حاولت رسم هويتي وكياني

لكنني لم ألق غيرك مشعلا
لرفاق درب مسيرتي نيراني

فتعال واحمل عبء كشف سريرتي
قل من أنا يا شعر ما عنواني

ما غايتي ؟ ماذا تقول رسالتي
حدد على أرض العطاء مكاني

في ذات يوم من زمان غابر
فوق الرمال تفتحت أجفاني

ورأيت صحرائي بكامل مجدها
من غير تشييد ولا بنيان

الجود فيها مثل بحر خليجها
والحب فيها شاعر وأغاني

منها تعلمت المحبة والرضى
ورأيت فيها جنة الرضوان

وعلى محبتها كبرت مسلما
مستقبلي لمشيئة الرحمن

ورحلت من أرض لأرض طالبا
للعلم ثم كبرت قبل أواني

وشكرت فضل الله حين تفجرت
بالنفط أرضي وازدهت كثباني

لكنني لم أبتعد عن غايتي
لما وجدت الله قد أغناني

فغنى النفوس بعلمها لا مالها
تبقى العلوم وكل مال فاني

وعلمت حين قرأت تاريخ الورى
وحفظت قول الله في القرآن

أني بتاج قد ولدت مكرما
إن العروبة أعظم التيجان

وعقيدتي الإسلام في أنواره
بانت خيوط حضارة الإنسان

فرفعت صوتي داعيا لتوحد
فالخلف درب مذلة وهوان

والإقتصاد إذا تكامل بيننا
فلسوف لا نشكو من النقصان

أما إذا عدنا لليل خلافنا
لا نستحي من طاعة الشيطان

فمصيرنا الفقر الذي لا ينتهي
أو يختفي بالزيف والبهتان

لا تلتقي حرية مع فاقة
ومخادع من قال : يلتقيان

حر أنا لكن إذا جوعتني
أخضعتني وسلبت كل أماني

دع كل حر في بلادي منتجا
لا طالبا للبر والإحسان

حول تراب الأرض تبراً خالصا
بالجهد بالإخلاص بالإتقان

واعلم بأن كنوز أرضك مالها
حصر فأين الباحث المتفاني

ابحث بهمة عالم في قلبه
آمال أجيال لنا وأماني

ما أقصر الأعمار حين نضيعها
عبثا فحاذر من ضياع ثواني

هذا هو الأمل الذي أحيا له
بل ذا هو العمل الذي أحياني

قدمت نفسي باختصار شاكرا
إصغاءكم بالحب يا إخواني

وأمد بالود الجميل لكم يدي
ومشاعري كالسيل كالطوفان

فلهذه الدار الجليلة أنتمي
وبها ستورق دائما أغصاني

أعلى أمير المؤمنين بناءها
وأحاطها برعاية وحنان

وأرادها صرحا لعلم نافع
في كل ميدان وكل زمان

اليوم تبدأ في حماها رحلتي
أعطي لها ما خالقي أعطاني

علمي وتجربتي وصدق محبتي
بل كل جهد كان في إمكاني

شكرا أمير المؤمنين تقولها
روحي ونفسي .. خافقي ولساني

© 2024 - موقع الشعر