رضــاك يـحـطـم الإبـــداع - مانع سعيد العتيبه

رضاك يحطم الإبداع فيا
فكيف أظل مجنونا وفيها

وفائي للجهالة فيه موتي
ولن أحيا لأجلك جاهليا

فإن خالفت أمرك يا حبيبي
فلا تسخط ولا تحقد عليا

ودع بعض أيامي فإني
وجدت العمر يهرب من يديا

وكان الصبر في الأعماق طيرا
فطار ولم يعد صبر لديا

وهبتك ما مضى من زهر عمري
ولا أدري إذا أبقيت شيا

فدع لي من حياتي ما تبقى
لأعرف هل أنا مازلت حيا

أحبك لست أنكر غير أني
إذا حان الرحيل أقول : هيا

تعبت من النفاق يبين حسنا
لقبح لم يزل يزداد غيا

ومن شك تحيط به وجودي
ويجعلني مدى عمري شقيا

ومن جهل يطاول مجد علمي
ويحجب نور إبداعي السنيا

تعبت من الدجى يحتل داري
وما غير الرحيل أراه ضيا

ولو حاولت منعي يا حبيبي
وعدت إلى هوى صبا صبيا

فلن تلقى سوى أطلال روحي
محال عودتي حيا سويا

قتلت مواهبي وسجنت فكري
وكنت علي جبارا عتيا

ترحب بالحسود إذا هجاني
وتفتح للنوى بابا خفيا

وحين ترى الهوان يدق بابي
تعود لك ابتسامات المحيا

تكبلني وتطعن في شموخي
وتضحك من جراحاتي رضيا

وتبسم للذي يسعى لهدمي
فكيف أرى ابتسامك منطقيا

نسيت العهد أم أضحى هوانا
لدى غيمات جودك موسميا

وكيف تريد إذلالي وتدري
بأني لم أعش إلا أبيا

محال ما تريد فيا حبيبي
تمعن في قضيتنا مليا

ولا تزعم بأنك لم تزل لي
حبيبا فالهوى أمسى قصيا

قتلت الحب من زمن بعيد
وسرنا في جنازته سويا

لماذا ؟ لست أدري غير أنا
نعيش كما ترى الزمن الرديا

إليك سعى الجهول بزيف قول
ليجعل من مسيلمة نبيا

وأعجب منك كيف فتحت بابا
لعذال وكنت بهم حفيا

أسلم للرحيل اليوم أمري
وأمري في هواك غدا جليا

وأمضي عنك من أرض لأرض
وأغني للهوى لحنا شجيا

وإكراما لحب عاش فينا
وأنت طويته بالقهر طيا

أودع فيك أطلال الأماني
وعهدا لا أزال له صفيا

وأقسم لن ترى في العين دمعا
لأن الدمع قد أمسى عصيا

© 2024 - موقع الشعر