مرثية الفارس - فدوى طوقان

"إلى جمال عبد الناصر"
-1-
ايلول
مهرجان الموت في الذروة، عمّانُ
استحالت فيه تابوتاً وقبرا
والطواغيت سكارى منتشون
بالذي فاض به بحر الجنون
فشباك الصيد ملأى
الف مذبوح وألفان وآلافٌ
ألا هل من مزيد؟
هات يا بحر الجنون
شهوة الموت تلظّت هات والمائدة
امتدت وخمر الدمِّ تحييهم وهذا اليوم
عيد
هات من صيدك يا بحر فهذا اليوم عيدٌ
أيُّ عيد!
-2-
الفادي
في احتدام الدم والنار وطغيان الجنون
يسط الفادي نبي الحب كفّيه علينا
وافتدانا
آه ما أغلى الفداء!
واشترانا
آه ما أغلى الثمن!
وعلى وخز مسامير الألم
وعلى حزّ سكاكين العياء
أسند الرأس وأرخى
هدب جفنيه ونام
وبعينيه رؤى الحب وأحلام السلام
آه ما آن له أن يتجرل
والتوت فوق أساها الفرس الثكلى
وتاهت مقلتاها
في الخضم الآدمي الهادر المسحوق
من يفدي فتاها
من يفك الفارس الغالي المكبل
من إسار الموت، من يرجعه
العاشق المدنف للصهوة للساحة
من يرجعه؟
والتوت فوق أساها الفرس الثلكى
وعرَّت حزنها آها فآها
من يفك الفارس الغالي المكبل
آه ما آن له أن يترجل
قالت الريح: سيأتي
موته الميلاد لا بد سيأتي
في يديه الشمس، ذات الشمس في
مقلتيه الوجد، ذات الوجد والعشق
المعني
من جراح الأرض يأتي
من سنين القحط يأتي
من رماد الموت يأتي
موته الميلاد لا بد سيأتي
© 2024 - موقع الشعر