الليلة عيدنا - فاطمة التيتون

في هكذا ليلة كنا،
وقبلها كان ليَ الموت،
واستوفيت دروب المرّ،
استوحشني الميناء والمراكب المتكسّرة
استغرقني الظلام،
وعلى مورد المساء دميت
أتمّ الليلة عيدنا... وتوحدنا صمتا،
تمايلتْ بعض السعفات،
وهرولت العناقيد...
فلا الفتى الغريب
ولا الفتاة الغريبة
يملأان الأقداح... لا يرويان الزنبق
كالليلة هذه
انبثق القلب وخضّب العنب،
استنشق الخنجر،
ولعب المارد دورًا
كهذه الليلة أبدأ
وتغطيني ألحفة النار،
أتعرَّى للكلمة
ومثلك للشمس
أحببتك لو ترضى،
ومثلك للشهد .... للقبلة،
في سفر العشق دمي،
أخضب ليلتي الأولى،
قلبي الراوي،
وإليك التاريخ يكون ... ولعلك للشمس
يا أيتها الكلمات التي نزهتني عنها،
أيتها الشمعدانات،
أيها المحراب،
أيتها الليلة القاسية،
جففت إليك الدمع...... ولم!
© 2024 - موقع الشعر