مُنــــاجــَـــاة - عبد العزيز سعود البابطين

كيفَ أمسيتِ؟ بماذا تحلُمينْ؟
ألحُبِّ الأمسِ ما زالَ الحنينْ؟

أم تُراها ذكرياتٍ عصَفَتْ
فبَدا قلبُكِ تَذرُوهُ السِّنونْ

إذ تَرامى البعدُ فينا شاسِعاً
بفَيافي العمرِ طُولَ الأربعينْ

ورَماني ويحَهُ في كَبِدي
ورَماكِ البُعدُ فازدادَ الأنينْ

كيفَ أمسَيتِ وقد طالَ الأسى
وسهِرتِ اللَّيل ليلَ العاشِقينْ

وصُروفُ الدَّهرِ عاثَتْ بالمُنى
عربَدَتْ عربَدَةَ المستَكبِرينْ

غيّرتْ فيكِ تصاريفُ الهوى
بهجةً كانت تَسُرُّ النّاظرينْ

فغَدَتْ بسمتُكِ الوَلهى شَجىً
وغدا لحنيَ كالنّاي الحزينْ

وافتقَدناهُ وقد غادَرَنا
وَصلُنا التّائِهُ من غيرِ مُعينْ

فصَبَرنا وصَبَرنا ومضى
عُمرُنا يَجري وبِتنا صَابِرينْ

وكَفانا عِشقُنا خلّدَنا
فمَشَيناها دُروبَ الخالِدينْ

كيفَ أمسيتِ وقدْ لوّعَني
شَوقيَ القاتِلُ والحبُّ الدَّفينْ

أتُراها تعتريكُم مثلَنَا
لوعَةُ القَلبِ شجَتْهُ كلَّ حِينْ

فإذا ذُقتُم عذاباً مَسَّنا
وطغى الوَجدُ مِن البَينِ اللَّعينْ

فاذكُرونا مِثلَما نذكُرُكُم
رُبَّ ذِكرى أغدقتْ لِلظامِئينْ

© 2024 - موقع الشعر