معلومات عامة
تمت الإضافة
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الشاعر فواز السهلي

عايش الشـاعر " فواز السهلي " الفترة الذهبية من للشعر النبطي ، والتي ظهر فيها جيـل مـن العمـالقة من أمثال " تركي بن حميد ومحمد بن هادي ومشعان الهذال وراكان بن حثلين و محمـد العرفـج وعبدالله بن ربيعة وابن لعبون " .. إلى آخر هذه القائمة التي مازلنا ننهل من إبداعها إلى يومنا هذا . 

ورغم أن " فـواز السهلي " يعـد من الشعراء المقلين إلا أنه حجز مكاناً واضحاً بين شعراء جيله ، وهو إنجاز في حد ذاته لاستثنائية ذلك الجيل . 

وقد عرّف به الباحث سلطـان بن عبدالهادي فقال هو : ] فواز بن خنثل بن رويضان الزقعاني السهلي [ وكما هو واضح من نسبه فهو ينتمي إلى آل رويضان أمراء الزعاقين مما يعطينا انطباعاً عن المكانة الاجتماعية التي كان فواز ينطلق من أساسها . 

ويصفه المرحوم عبدالله الحاتم وهو أول مـن دون شعر السهلي في كتابه الرائد " خيا ما يلتقط من الشعر النبـط " : [ فـواز شاعر ممتاز . في شعره خفة الوزن وجودة القافية وجزالة اللفظ وبراعة التصـوير مع قوة في المعنى ،ولو كان شعره عربياً فصيحاً لكانت له منزلة مرموقة بين الشعراء بل ربما احتل الصدارة لأن الشاعرية لا تختلف عن كون الشاعر نبطيــاً أو فصيحاً وإنما هي مجرد شعور و إحساس ] . 

وإضافة لما قاله الحاتم نجد طلال السعيد يضم فواز السهلي لأعلام الشعر النبطي الذين انتقاهم بمهارة من بين كل شعراء النبط ، واختارهـم ليضع لهم تراجم في الجزء الأول من موسوعته النبطيـة التـي لــم تكتمل حتى الآن ، ورغم فقر الترجمة التي أوردها السعيد لفواز إلا أنه أشـار إلى ملاحظتين نقديتين في شعره وهي اعتماده على نظـام القــافية الواحدة كما أنه أحيى استخدام بحر الرجد الذي سبق لحميدان الشويعــر أن أسرف في استخدامه شعرياً ، وهاتين الملاحظتين جديرتين بالاهتمام والتســاؤل عـن سبب هذه النزعة في شعر فواز السهلي خاصـة وأنه عـاش في فتـرة سيـادة بحـر المسحوب ذي القافيتين المختلفتين في الصدر والعجز الأمر الذي نلاحظه في شعر معاصري فواز . 

أما تراثه الشعري الموجود بين أيدينا فرغم أننا نجد أشعاراً لفــواز في " خيار ما يلتقط " للحاتم ومخطوطة ابن يحيا " لبــاب الأفكار " ومخطوطة هوبر والكرملي و " الأزهار النادية " وغير ذلك من مجاميع الشعر إلا أننا لم نعثر على أكثر من القصائد الثلاثة التي أوردها الحــاتم وبالتالي فنحن أمام شاعر ضاع معظم شعره ومن الصعب استنتاج الكثير عن شخصيته وحياته ، وهذه القصائد هي كالآتي : 

1- قصيـدة في مدح حاكم نجد في أيامه الأمير عبدالله بن ثنيان آل سعود وذلك سنة 1257هـ ( 1841م ) وقد أرودها الحاتم في خمسين بيتاً بينما زادها الباحث سلطان بن عبدالهادي باستفادته من مراجع أخرى حتى أوصلها في ضميمتـه إلى 62 بيتاً ، وفيهـا مـدح بـابن ثنيان وتوصيه خيراً بقبيلتي السهول وسبيع وهي على بحر الرمل ( تكرار فاعلاتن ثلاث مرات في الشطر الواحد ) ومنها :

           يا عـزيز الجار يا سقم الحريب 

                               يـا صليب الراي يا مروي السنين 

           ودّك ان الشيــخ تمضي له فعال 

                               مثـــل فعلك يجســـرون القايلين 

           إن عدلته قيــل لك ما ذا بشيخ 

                               جــــاك رايٍ وانت خير الفاطنين 

           إتبع المشـروع وارجي انك عليه 

                               وحــــط سيفٍ قـــاطعٍ للظــالمين 

           والله لله في سبيــــعٍِ والسهــول 

                               لآل مقــــرن سامعـيــنٍ طايعيــن  

2- أما القصيدة الثانيـة فهي رثاء الأمير الشاعر أحمد بن محمد السديري المتـوفي سنة 1277هـ ، وأوردها الحاتم في 31 بيتاً ، وهي على لحن الرجد ( بحر المتدارك في الفصحى ) ، وأولها :

           يـــقـــــول الفــــــاهم فــــواز 

                               قيــــــلٍ بالقرطــــاس اسطــــره 

ومنها في ذم الدنيا : 

           شبّهــــــت الدنيــــا رعبوبــة 

                               كـــــلٍّ تلفـــــح قــــــدم نظـره 

           أحــــــدٍ يطـــــردها وتعـــيي 

                               وأحــــــدٍ تجيـــــه بـــلا ادوره 

           دايـــــم تــــــالف من طاع الله 

                               وتطمــــــح الظــــــالم والفجــرة 

3- أما القصيـدة الثالثـة فهي في مدح حاكم حائل في أيامه الأمير طلال الرشيد ، وهي أطول قصـائده إذ أوردها الحـاتم 66 بيتاً ، وزادها سلطان بن غبدالهادي خمسة أبيات أخرى من مراجع متنوعة ، وهي قصيدة تعاني من مشكلة في الوزن إذ أن البحر الغالب على أبياتها هو البحر الصخري إلا أن الصياغة التي وصلتنا للقصيـدة مختلفة الوزن في كثير من الأشطر فالبيت الأول كالآتي :

           أول قــــولنا نثني علـــــى الله 

                               أن ينجينــــا من أشرار الخطاري 

وهذه الصياغة مختلفة الوزن بينما البيت الثاني على الصخري سليم الوزن:

           ويوصلنــــا ديــــارٍ نمتنيــــاها 

                               ويوصلنـــــا مواكيــــر الحــراري 

وهكذا في بقية القصيدة ، وأعتقد أن مراجعة لكافة المصادر التي أوردت القصيدة ، وتثبت من طريقة لفظ المفـردة في لهجة الشاعر تمكن الباحث من إصلاح الخلل الذي سببه الرواة في هذه القصيدة . 

وهكذا نجد أن فواز السهلي شاعر حاز مكانة متقدمة بثلاث قصائد ، ولا شك بأن له ما هو أكثر ولعله ما زال محفوظاً في صدور بعض الرواة ، فهلا وجدنا من المهتمين من يسعى لإخراج هذا التراث إلى النور؟؟ 

.... تساؤل نتمنى أ، يجد الاهتمـام ، وبقـي أن نقـول أن شاعرنا فواز السهلي توفي سنة 1287هـ ( 1870م ) ولدينا من شعره وأسماء معاصريه ما يدل على أنه لم يمت صغيراً بل توفي بعد حياة طويلة لا شك بأنها أثمرت ما هو أكثر من هذه القصائد الثلاثة التي لحوزتنا !!

معلومات

لا يوجد قصائد تم إضافتها بالديوان.
© 2024 - موقع الشعر