معلومات عامة
تمت الإضافة
الدولة
السعودية
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الشاعر حنيف بن سعيدان

مـن منا لا يعرف هذا البيت الشهير والذي يردده بعضنا دون أن يعرف الشخص المقصود به : 

           خمسة عشر فنجال لحنيـــف صبّيت 

                               لو أن بطنــــه قربةٍ قد ملاها !!

... فيما يأتي نتعرف على شخصية "حنيف" والذي كما هو معروف أنه لم يهمـل مضيفـه الذي يتثاقـل من كثرة صب لحنيف من فناجين القهوة دون أن يهز الأخير فنجانه فرد عليه حنيف مباشرة بهذين البيتين اللذين سارا في الناس أيضاً : 

           لا تحســــــب أنّي من دلالك تقويت 

                               مـــــا تنقه الشرّاب من كثر ماها 

           يـــا موصّي الحرمة على صكّة البيت 

                               تقـول ما انتب فيه وانته وراها ! 

"حنيف" صاحـب هذه الحكاية : هو الشاعر حنيف بن سعيدان المطيري ، وقد عاش في الفتــرة ما بين عامي 1848هـ ( 1264م ) و 1943هـ ( 1326م ) تقريبـاً أي أنه عاصر قرناً كاملاً وشهد التطورات الحديثة التي عاشها المنطقة في النصف الأول من القرن العشرين . 

وقد أوضح لنـا القـارئ هـزاع محمد الأسيمـر في رسالة بعثها لمجلة المختلف أن المحاورة السابقة جـرت بين حنيف وصـديقه الشـاعر ناصر العبدالكريم وهي أطول من ذلك . 

ولعل أول ما يعلق بالذاكرة حين يذكـر حنيف هـو حبـه لشرب القهوة ،ونتوقف في البداية مع بعض أبياته في هذا العشق ، فنقــرأ قوله في مدح الشيخ نايف بن هلال من البصاصية: 

           لو صــــــرت لا ايل ولا نيب مسيول 

                               نحرت من كبد المسيّــــر بهجها 

           إن قــــــال هـــــات ما قيل مشيول 

                               من بقشةٍ نقش البريســـم عرجها 

           البنّ صــــافي للمعـــــاميل مـــــزلول 

                               من دلةٍ حوّافهــــــــا ما طهجها 

           فنجالهــــا بالوصف ما هوب مجهول

                               خضاب عذراً مايقة في غنجهــــا 

           فنجالهـا يعــــــدى لــــزولٍ ورا زول 

                               إثنين والثالث مـــرويّ زرجهـــا 

           وشقها على اللي بالدهر يذبح الحول 

                               واللي جـــواده للمتلّي عنجهــــا 

ولحنيف قصائد في مـدح الملك عبدالعزيز آل سعـود مـوحد الجزيرة العربية ومن ذلك قوله : 

           تحالفوا قدمي مـــن الناس شيبان 

                               ما جابت الخفــــرات مثله ضنيّه 

           ما جابت الخفـرات مثله ولا كان 

                               لا داخـــل البيـــدا ولا خارجيّه 

           أشقر يخلّي وافــــر الريش عريان 

                               خبطـــة يده تورث حياض المنيّة 

ونلاحظ أن المثالين السابقين من شعر حنيف جاءا في بداية قصيد المدح، وللحق فقد عرف حنيف بهــذه النـوعية من القصـائد بالإضافة إلى شعر الفخر، وكان مجيداً في هذا الجانب بشكل قل نظراؤه ومن وقوله في الدرويش شيخ قبيلته : 

           إسمه على جسمه وفعله على ساس 

                               وفعول اهلهم من عصور الصحابة 

           مهارهم في ملتقى الخيل غطّـــاس

                               وايمانهم ترمي العشــــــا للذيابة 

           لبّاسة الماهـــــود والدرع والطـاس

                               ومصقّـــــلٍ تدني المنــــايا ذبابه 

ومن قصيدة أخرى في مدح الشيخ محسن الفرم يقول حنيف بن سعيدان : 

           عدّيت بالمرقــاب من ضيق جولي 

                               وعدّلت في راس الحجا ما طرا لي 

           في مرقبٍ مــــا فيـــه زولٍ يزولي

                               وفيّضت انـــا في راسٍ لـحــــالي 

           يا اهل النضا توقعّوا واقهــروا لي 

                               مقدار ســـــاعة والركايب عدالي 

           صدّوا لي ارقاب النضا واريعوا لي 

                               كلمــــة وسيروهن عساكم عجالي 

           من يوم أبو جلاّل ما هــو بحولي 

                               مـــن دونه الجازي تربيّ الغزالي 

وإضافة للمدح فقد عرف حنيف بن سعيدان بالأشعـار اللاذعة في الهجاء حتى صار من الصعب أن يتغلب عليه شاعر مقابل له في هذا المجال إلا ما ندر ، ونتلمس ذلك من الحكايات الطريفة التي ذكرها له ابن خميس في كتابه " الأدب الشعبي في جزيرة العرب " والتي لولا قسوتها لنشرناها ولكن نكتفي بالقول أننا نعرف منها ما كان يتمتع به من حدة في الهجاء ، ونعرف بعض معاصريه كالشاعر عبدالله بن سبيل الذي تهاجى معه بأبيات قليلة . 

والغريب أن الباحث في شعر حنيف لا يجد الشيء الكثير منه رغم قربه الزمني بنا والعمر الطويل الذي عاشه وتجاوز الثمانين سنــة بالإضافة إلى ندرة الأشعار التي وصلتنا له في موضوع الغزل وهو الموضوع المحبب لدى الشعراء وقل ألا يتطرق إليه أحد منهم حتى قال منديل الفهيد : " لم نسمع من تغزله إلا هذين البيتين : 

           الصاحب اللي ملّني بالهــوى مل 

                               ملمال قــــرصٍ ململـوه النكيفي 

           زادوا عليه بوقدة الرمث مشعـــل 

                               عيشه شعير وشيخ قومه خفيفي 

إلا أن لحنيف قصائد أخرى في الغزل منها أن إحدى النساء تعرضت له قرب المورد علّه يكتب فيها شعراً وبالفعل قال فيها قصيدة منها : 

           يا ناس قلبي حايـــرٍ وين باغديه 

                               إمّا افرغوا والا عطـوه الستادي 

           والاّ عطوه مغيزل العيــــن يبريـه 

                               يوزيه من بين النحــر والثنادي 

           ترى الحظيظ اللي عشيرة يصافيه 

                               والاّ رديفه فوق عصـــم الأيادي 

           إلى بغى لـــــه جاحــةٍ ما يناديه 

                               إلى التفت ما دونه الاّ الشدادي 

وذكر حفيد ضيف الله بن راشد بن محارب بن حنيف الـذي بعث لمجلة المختلف بمقال عن حياة جــده أن حنيف بن سعيدان كـان : " طويل القامة عريض المنكبين والنحر . كبير الرأس أسحـم الوجه وكثيراً ما كان موضع اهتمــام من يقابله وهو لا يعرفه ، وقد توفي " يرحمه الله " سنة 1362هـ (1943م ) تقــريباً ودفـن عنـد ماء يسمى "الوقبا" في منطقة الحـدود الشمالية للسعودية عن عمر قارب المائة .
© 2024 - موقع الشعر