معلومات عامة
تمت الإضافة
الدولة
قطر
الموسوعة إضغط هنا
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

(الشاعر احمد بن يوسف الجابر)

ولد الشاعر الكبير احمد بن يوسف الجابر في الدوحه عام 1321هجري الموافق 1903ميلادي ,لما بلغ السابعة من عمره التحق في مدرسة عمه الشيخ محمد بن جابر الجابر التي تأسست في الدوحه عام 1899م بجهود ذاتيه والتي كانت تعد اول مدرسه في قطر تدرس بالاضافة الى القرآن الكريم والحديث والتفسير والفقه , قواعد اللغة العربيه و مبادئ الحساب .

بعد ذلك انتقل شاعرنا الى المدرسة الاثريه التي اسسها العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع رحمه الله , والتي كانت تعد بحق المدرسة التي خرجت صفوة رجالات قطر الاوائل ,فبالاضافة الى احمد بن يوسف الجابر فقد درس وتخرج من هذه المدرسة كل من الشيخ عبدالله بن تركي ,الشيخ حسن بن محمد الجابر , المرحوم مبارك بن نصر و الشيخ فالح بن ناصر آل ثاني والشيخ ناصر بن خالد آل ثاني رحمة الله عليهم جميعا.

وبالاضافة الى طلاب دولة قطر فقد كان هناك طلاب من الامارات وهم كل من مبارك بن سيف الناخي , عبدالله بن الشيبه , عبدالله بن ثاني ومحمد بن فايز وغيرهم كثيرين رحمهم الله جميعا.

التحاقه بمجالس الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني

(الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني)

وفي ذات يوم من عام 1338 هجري (1919 ميلادي ) زار المدرسة حاكم قطر آنذاك المغفور له بأذن الله الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني طيب الله ثراه , وطلب من الشيخ ابن مانع ان يسمع من احد طلابه , فأشار الشيخ ابن مانع الى احمد بن يوسف الجابروكان حينها في السادسة عشرة من عمره , وقرأ على الشيخ عبدالله فصلا كاملا من نونية ابن القيم (الجوزيه) , فأعجب الشيخ عبدالله بالقراءه وفي اليوم التالي مباشرة ارسل الشيخ عبدالله في طلب احمد بن يوسف لينضم الى مجلسه , وقد كان مجلس الشيخ عبدالله مجلس علم وادب ودين .

(الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع)

يقول احمد بن يوسف : ترددت في البداية خاصة واني كنت مازلت صغيرا, لكن اشار علي الشيخ ابن مانع بالالتحاق بمجالس الشيخ عبدالله قائلا: مجالس الشيخ عبدالله افضل من مجالسنا هذه, اذهب وان شاء الله ستحمد العاقبه.

في الثامن من محرم من عام 1338 هجري , الموافق ( 3 اكتوبر عام 1919 ميلادي) التحق شاعرنا بمجالس الشيخ عبدالله بن قاسم وكان يقرأ على الشيخ كتب الحديث والتفسير والفقه يوميا قبل صلاة العشاء, وعلى هذا دواليك لمدة تزيد على الثلاثين عاما.
وكان الشاعر بالاضافة الى عمله هذا , كان يقوم بأمامتهم في الصلوات , ويخطب فيهم الجمع , كما انه كان الكاتب الخاص للحاكم بحيث يقوم بتحرير الرسائل المتبادلة بين الشيخ عبدالله بن قاسم , وشيوخ المنطقه.

وكان امين سر الشيخ عبدالله , ويقوم بمقام رئيس الديوان في وقتنا الحاضر.
كما كان مسؤلا عن توزيع السلاح , وتسجيل المتطوعين , وصرف الرواتب لهم ابان الاعداد لحرب الزبارة الثانيه عام 1937م.

دوره في عهد الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني

(الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني)

وحين تولى الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني مقاليد الحكم في ال20 من اغسطس عام 1949م. على اثر تنازل الشيخ عبدالله بن قاسم له , وبعيد وفاة ولي العهد الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني طيب الله ثراه , بقي احمد بن يوسف في نفس وظيفته , كما تولى الاشراف على مكتب العطاء الذي يتولى صرف المعونات للمواطنين.

ومع تدفق عائدات النفط واخذ ملامح الدوله العصريه في الظهور , خاصة مع عودة الكثيرين من اهل قطر الى ديارهم مرة اخرى, اوكل الحاكم لاحمد بن يوسف مهمة تحديد احقية حمل الجنسية من خلال معرفته الواسعة بأصول وتاريخ القبائل والاسر والعائلات القطريه .
كما اوكل له مهمة الاشراف على تجنيس المجندين في الجيش.

عهد الشيخ احمد بن علي آل ثاني

(الشيخ احمد بن علي آل ثاني)

استمر شاعرنا في الوفاء بالتزاماته تجاه وطنه , واستمر في رئاسة مكتب العطاء , وكذلك الاشراف على تجنيس مجندي الجيش.

(التقطت هذه الصوره في الاول من اكتوبر عام 1960 م خلال الاحتفال بتنصيب الشيخ احمد بن علي آل ثاني حاكما على قطر, ويبدو احمد بن يوسف الجابر _ الثاني من اليسار _ مع عدد من اقطاب الاسرة الحاكمة الكريمه)

عهد سمو الاب الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني

(سمو الاب الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني)

وفي عهد سمو الاب الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني وبعد ان تقدمت به السن , آثر شاعرنا الاكتفاء بالحياة الاجتماعيه التي يعيشها مع محيطه , في حين بقيت علاقة المودة قائمه بينه وبين ولاة الامر, فكان ان كرمه سمو الاب الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني (امد الله في عمره) بأن عينه مستشارا للجنة كتابة تاريخ دولة قطر , حيث كان شاعرنا موردا للمعلومات التي جمعت عن تاريخ قطر, وشاهدا لدقة ما جاء في بعض الوثائق المحفوظة في الديوان الاميري و المتعلقة بتاريخ قطر في اواخر القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين.

(احمد بن يوسف الجابر مترأسا الوفد القطري الى مؤتمر تاريخ شبه الجزيرة العربيه عام 1977م ويبدو الى اليسار السيد احمد العناني والسيد يوسف عبدالرحمن الخليفي)

ملكته الشعريه

لقد درس شاعرنا الشعر العربي الجاهلي والاسلامي والمعاصر منه , وحفظ معظمه عن ظهر قلب , فساعده ذلك على تقوية ملكته الشعريه , فأبدع في اشعاره التي نظمها.

(احمد بن يوسف الجابر يلقي احدى قصائده في احدى المناسبات الوطنيه في الستينيات)

وقد تأثر شاعرنا بالبيئة الدينية التي ترعرع فيها, فعمه الشيخ محمد بن جابر الجابر ( تولى القضاء في البلاد مرتين , الاولى قبل مقدم الشيخ ابن مانع الى قطر , حيث تركه زهدا , ولذلك استدعى الشيخ عبدالله بن قاسم الشيخ ابن مانع , ثم عاد الشيخ محمد بن جابر الى القضاء مرة اخرى , استجابة لولي الامر الشيخ عبدالله بن قاسم مع عدم الرغبة فيه , وذلك بعد مغادرة الشيخ ابن مانع البلاد الى مكة المكرمه).

عليه فقد خلت مقدمات القصيدة من الابيات الغزلية التي اعتاد عليها العرب منذ الازل.
يقول شاعرنا : على الرغم من اني اسمع واقرأ في الغزل , واطرب له , الا انني لم اتغزل قط ,
الا في ذات مرة عندما كتب الي احد الاصحاب , طالبا اجازة بيت في الغزل ,بمعنى تفسيره وذكر معناه شعرا , فأجزته له , وسنورد لاحقا هذا البيت وكيف رد عليه الشاعر.

زهده وحب عمل الخير

لقد انعم الله سبحانه وتعالى على شاعرنا بنعم كثيره , اهمها الصحة والعمر المديد ومحبة الناس , وكذلك الرزق الوفير.

ولله سبحانه وتعالى حكمة فيما اعطى وفيما منع , فعلى الرغم من ان شاعرنا تزوج اكثر من مره ,’ لكن الله سبحانه وتعالى لم يكتب له نعمة الولد.
فسخر حياته لعمل الخير , خاصة في الفترة الاخيرة من عمره , واهتم ببناء المساجد والانفاق عليها , فله مسجد خلف منزله على الطريق الدائري الرابع , ومسجدا آخرا خلف منزله الثاني في الريان , بالقرب من قلعة الشيخ علي.

في حين انشأ مسجدا ثالثا في منطقة الهلال في عام 1982م والمعروف بمسجد القبه والذي كان ولايزال تحفة معمارية فريده ,وقد اهتم الشاعر بأدق تفاصيله عند بنائه, حتى ظهر بالصورة التي نراه عليها اليوم .

(صوره حديثه لمسجد القبه في منطقة الهلال الذي شيده الشاعر عام 1982م)

وفاته

انتقل شاعرنا الى رحمة الله تعالى في الخامس عشر من شهر ديسمبر عام 1991م , عن عمر ناهز ال88 عاما , قضاها في اعمال البر والتقوى وخدمة الوطن.
رحم الله احمد بن يوسف الجابر رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته على ما قدمه من خدمات جليلة لدينه ولامته ولوطنه .

© 2024 - موقع الشعر