إن المشيب سكينة وبهاءُوالعز بادٍ ، ليس فيه خفاءُتاجٌ على رأس المعمِّر شامخٌوتَهِيج فيه اللحية البيضاءورزانة كالنور تقتحم الدجىوعزيمة - في بأسها - شهباءورجاحة في العقل فاضت حكمةوتعففٌ ، وترفعٌ ، وحياءوفراسة تزن الأمور بدقةٍوتحققٌ يُفضي إليه ذكاءوتثبتٌ مِن كل شائعةٍ سَرتْوتبيُّن كيلا يكون شقاءوتجمُّلٌ - بين الخلائق - مُخبتٌإن التجمّل بالصلاح صفاءوهدوءُ نفس للرحيل تأهلتْإذ ليس - في دنيا الأنام - بقاءوتمسكٌ بالدين يغمره التقىإن التمسّك بالرشاد هناءوتخلقٌ بالحِلم دون تزلفٍإن التهوّر خيبة وبلاءوتسابقٌ نحو المعالي واعدٌوإلى العظائم يطمحُ الفضلاءوتسلحٌ بالحق دون تخوفٍوعلى الفضائل يعكفُ الحكماءوتذرعٌ بعُرى المبادئ ثابتٌمهما سما الضُلالُ والجهلاءوتبخترٌ بالعُمْر يختصر المدىحتى وإن طعن الحياةَ عناءوتحملٌ تئدُ المصائبُ نصفهوالنصف إن زار الشيوخ قضاءوتجلدٌ للعائدات مدرَّعٌبقوىً تخاف ظلالها الهيجاءوتصبرٌ في وجه غائلة الشقاإن التصبر - في الشقاء - عزاءوزهادة في العيش مهما قد حلاوالراكنون إلى الدنا جهلاءكم من شيوخ قدّموا أمجادَهمومقدمو أمجادهم عظماءكم خلفوا عِلماً وآداباً سَمتْإن الشرافة حازها العلماءكم ألفوا شِعراً يطيب سماعهإذ بعضُهم بين الورى شعراءكم نقحوا الآداب يسطع نورهانعم الرموز يصوغها الأدباءكم عطروا الدنيا بزاخر فِقههمنعم الهدى قد خطه الفقهاءشابوا ، وكان العلم رائدَ شيبهمولذا فقد عمّ المشيبَ سناءصاغوا مَشيبهمُ بعذب دمائهمكي يستفيد الناسُ والأبناءبذلوا ، وما بخلوا بطيِّب نصحِهموالنصحُ كم يسخو به الصُلحاءجمعوا رصيد العمر فيما قد مضىإذ إنهم في جمعه خبراءزرعوا ليحصد غيرُهم ثمراتهموالناسُ - بعد رحيلهم - حُصَداءوتفضّلوا ، وتصدّقوا ، وتكرّمواوالفضلُ كم يأتي به الكرماءكم مهدوا سُبلاً لقوم بَعدهموبنوْا فعزوا ، ثم عز بناءكم علموا الأجيال عِلماً نافعاًوهمُ لما قد علّموا أكفاءفالعلم أنوارٌ تبلغنا المُنىلا تستوي الأنوارُ والظلماءطوبى لمن شابوا ، وبالعلم اهتدوْاوهمُ - على تعليمه - أمناءحتى إذا طعن المشيبُ فعاقهمماذا يقدّم يا ترى الضعفاء؟غلبوا ، وحال الشيب دون مصابهممَستهُمُ البأساءُ والضراءوالعجز أقعدهم ، وقيَّد سعيهمفتعثرتْ - في الشيبة - الأعباءوتزامنتْ أمراضُهم مع ضعفهموالطب أخفق ، ثم غاب شفاءواحتار من بصُروا بأسقام الورىحتى العِقار ثوى ، وخاب دواءحتى الأطباء انزوتْ قدراتهمإذ لم تفِد مرضاهُمُ الأدواءوالطب أطرق آسفاً مُتململاًوبئاره فيهن غِيضَ الماءوالشيخ عاد كما أتى ، يا للأسىإذ ودعته شبيبة زهراءوالشيب أحنى هامة مرفوعةغرتْ ركائز عزمها النعماءفجنى قواها ، ثم هدّد عزهاأواه كم يُستهدفُ الشرفاءلولا المشيبُ لمّا تقاصر أشيبٌعن جوده ، وشبابنا شهداءوالشيب ، لولا الشيب لم يتعللوابالضعف ينكر عامداً ما جاؤواحتى بصرتُ بشيبنا في حالةٍيَرثي لها ولهولها الرحماءضعفٌ يصولُ ، وفوق ذلك شيبةوتنقص يأتي به السفهاءوتطاولٌ يكوي الضمائرَ جمرُهفوق الرؤوس يصبّه اللؤماءوتهكمٌ عن كل أشيبَ لم يزلْيُزري به وبشِيبه الثقلاءوتندرٌ بالترهات مُغلفٌقد لفقته بصائرٌ عمياءوتخرصٌ بالشائعات مُبطنٌيُدلي به - في الفتنة - الحُقراءأينال من أشياخنا شباننا؟أوَهكذا يتخبّط العقلاء؟قدمتَ ماذا يا شباب إلى الورى؟يا من كوتك - بنارها - الفحشاءيا من هبطت إلى الحضيض ، ولم تزلحتى استزلك - بالخنا - الأعداءلم تمتثلْ أمراً يبلغك المُنىفارحم أناساً بالكرامة باؤواواخفض جناحك للكِبار ، وكُن لهمعوناً ، كفى ما عاين الكبراءيوماً تسام كما تُسِيمُ ، فلا تكنمُتجبّراً ، إذ إنهم آباءوالكأس دائرة ، ودَورك قادمٌفامهد لنفسك ، إنه الإقصاءواعلم بأنك راحلٌ ومُعذبٌوتحولُ بينك والهنا الأخطاءواستقرئ التاريخ ، كم من عبرةقد خطها كُتابنا النجباءفاعرف مصيرك قبل موتٍ مُحدقلا ينفعُ الإنسانَ فيه بكاءوتفقدِ النفسَ التي لا ترعويوتنال ما قد تشتهي وتشاءأنت الضحية إن أطعت غرورهاوفطامُها - عما تريدُ - وقاء
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.