غديرالأفق - أحمد علي سليمان

الحالُ يروي المسألة
والنفس تشكو المهزلة

والعمر ولى نصفه
ورؤاه باتتْ مُخجلة

والقبر يرتصد الخُطا
ويُعِدّ أدنى خردلة

يا ليت قلبي ما غفا
حتى استساغ الحنظلة

أتزيِّن العمرَ المُوَل
يَ غمسة في المُكحُلة؟

لا ، والذي رفع السم
اءَ ، ولا بُعيض أنيملة

أيُزخرف الكُحلُ الدُّمَى؟
أيُزيل قيح المزبلة؟

يا نفس لا تتندري
قد كنتِ ريحاً مُرسَلة

واليوم أرداكِ الهوى
وطوتك أشقى حَرملة

وأراكِ في هزل المِرا
في كل كفٍ سوملة

تتجرعين بها الردى
من بعد قضم السنبلة

إن الذكي من اتقى
وأباد هذي المسألة

لكنما نفسي على
كل الدنايا مُقبلة

فذري إذن ما يُشتهى
ودعي الأمور المُبْطلة

جفّ الغديرُ ، فلا رخا
ونعيش فوق القنبلة

يوماً ستنفجر الدنا
ولكل قوس أزملة

يوم القيامة قادمٌ
ولكل خَطبٍ منزلة

فإلى متى فتنٌ ترى
تردي ثمار المرحلة؟

يا نفسُ ما لكِ والهوى؟
مُجِّي الجوى والدربلة

لو كُنتِ ناصحة لنا
كنتِ التزمتِ الحَسبلة

لكنما أدبرتِ عن
ها ، واصطنعتِ الجلجلة

حتى ذبُلتِ ، ولا حيا
وجهلتِ حتى الحوقلة

قتلتكِ أوهامُ الكرى
والغبنُ سيفُ المَقتلة

وكم اشتريتِ شقاءنا
وأضعتنا في مُعضلة

بيدي كشفتُ سريرتي
ووضعتُ هذي المشكلة

© 2024 - موقع الشعر