حوارٌ مع مستشعر نبطي - أحمد علي سليمان

لماذا تُقلدُ يا إمّعَة؟
وتُقحِمُ نفسك في المعمعةُ؟

علا صوتُ هزلِك مستنكراً
فحتى متى هذه الجعجعة؟

تنالُ مِن الضاد في خِسةٍ
ألا إن ذي خيبةٌ مُفظعة

وتزعمُ أنك ترقى بها
فأين الإفادة والمنفعة؟

وتُلقِي القراراتِ وفق الهوى
وتجرحُها بالرؤى المُطمِعة

فيَطمعُ في الضاد أعداؤها
لتحترقَ الروضة المُونعة

لماذا تعربدُ يا جاهلاً
وتُلقمُها الضربة المُوجعة؟

وما دمت تجهلُ بُنيانها
وتجهلُ طاقاتها المُبدِعة

وتجهلُ تاريخ ساداتها
لماذا تقودُ رحى الزوبعة؟

لماذا - على ضادنا - تفتري
وهل حُجةُ المفتري مُقنِعة؟

هي الضادُ - رغم العِدا - في الذرى
برغم المكائدِ والخيضعة

لسانُ النشامى وأمُّ اللغا
وللواردين هيَ المَشرعة

مطايا جميعُ اللغات لها
لكلٍ أوامرُها طَيّعة

هي الأمُ أطفالها حولها
فنعمَ الكفيلة والمُرضِعة

تحِنّ وتُشفقُ في رقةٍ
ورحمتها بالورى مُمْرعة

بها أنزل الذكرُ عذبَ الشذى
وعطرُ الهداية ما أضوعه

بلفظٍ مبين أتانا الهُدى
وقرآنُ ربيَ ما أروعه

وسُنة خير الورى أحمدٍ
وهذي أحاديثه المُمتعة

فهل بعد ذلك مِن سُؤدَدٍ؟
أجبني عن السؤل ، يا إمعة

وهل بعد ذلك من عزةٍ
ومجدٍ تعاظم؟ ما أينعه

هي الضادُ تَهزمُ مَن نالها
بسوءٍ ، وإن لها قَعقعة

تُرَجّعه خائباً خاسراً
يَلوكُ الهزيمة والمَضجعة

وأهلُ الحداثة كم عاينوا
وعانوْا مِن الغُصَص المُفزعة

وتغريبُهم للسراب انتهى
ولاقى - على الدرب - مَن زعزعه

وجرّعهُ - في الأنام - الشقا
وكيدُ الحداثة ما أشنعه

وكيدُ المفاليس رغم الأذى
تلاشى هنا ، والتقى مَصرعه

وكيف ينال - مِن الضاد - مَن
لهاثُ الحداثة قد ضيّعه؟

وخلفه في مهاوي الردى
وأبئسْ بما حل مِن جُندعة

فلا لغة العُرب تسمو به
فهذا تسربلُه التعتعة

هي الضادُ تُكرمُ مَن جاءها
وتأتي - إلى ساحِهِ - مُسرعة

وتسحقُ مَن يستهينُ بها
فللضاد نِقمتُها البَلتعة

إلى أن بُليتُ بُمستشعر
ينال من الشعر ، ما أفظعه

يُرَدّدُ ما قال أهلُ الخنا
ويُحْدِث مَن جهله فرقعة

يُفضّل لهجته هازلاً
فهل يستوي القصرُ والصَّومعة؟

يُسمي قريضاً هُراءاتِه
وشيطانه اسطاع أن يَخدعه

وإني فضحتُ ألاعيبه
كثيراً بديوانيَ القوقعة

وأشهرتُ سَيفي بلا رهبةٍ
لكي أخرسَ الصوت ، أو أقمعه

وأبطلَ شعري أراجيفهم
بأسلحةٍ فذةٍ أربعة

فأولها حُسنُ تعبيره
وجُرأةُ مَن صادقاً أبدعه

ونورُ الحقائق في لفظه
يُنير الدياجير ، ما أسطعه

ورابعُها حَبْكُ تركيبه
بعزم يُحليه ذي مَترعة

تتبعتُ - بالشعر - مَن حرّفوا
لأثبت للحق أني معه

وأني - على العهد - مهما جرى
أعِدّ لملحمةٍ مُزمعة

وأعطي - لضاد الديار - اللوا
وأحرى بمثليَ أن يرفعه

وأكبتُ مَن يستهينُ بها
وأولى بمثليَ أن يدفعه

وشعري – بملحمتي - ضَيغمٌ
فهل ضيغمٌ يشتكي ضُفدعة؟

أذودُ عن الضاد مستبسلاً
لأن التطاول ما أبشعه

ينال من الضاد في دراها
ألا بارك الله مَن تعتعه

وجيلُ الحداثة غال الحيا
ومَزق - بين الورى - بُرقعة

وأمسى يُهدّم في ضادنا
وفي الهدم والدكّ ما أشجعه

كما الأخطبوطِ بترياقهِ
ويُرسلُ - في عِرضها - أذرُعه

رياضٌ هيَ الضادُ تُهدِي الشذى
هل الروضُ – يا ناس- كالبلقعة؟

ستبقى برغم هراءاتهم
ورغم التجني ورغم الضَّعة

هي النهرُ يَروي الدنا والورى
وللماء إما جرى رعرعة

به تُصبحُ الأرضُ مُخضَرّةً
وإن شح عنها غدتْ مَجمعة

وتعرفُ أبناءها ضادُنا
وقد لا تعيشُ بفرط الدعة

فيا ربنا احفظ لنا ضادَنا
وقيّضْ لها هِمَماً مُبدعة

© 2024 - موقع الشعر