عربدوا ما شئتم - أحمد علي سليمان

يا عبيدَ الفن يكفي ما جرى
إن شؤم الدعر في الناس سرى

بدّد الفنُ حياة ورؤىً
وأباد النور ، واجتث العُرى

وأحال العيش هزلاً ودجىً
وسعى بالقوم طراً للورا

وأذاق الخلق أصنافَ البلا
ورمى بالعُهر آسادَ الشرى

بات جُل الناس كالأسرى له
وله فيهم أفاعيلٌ ترى

أخرج المرأة من حِضن الهُدى
وأذاع الدعر في شتى القرى

كل دار بالأغاني أترعتْ
والمزاميرُ تناغي المزهرا

وكذا الأعوادُ في القوم شدتْ
وطبولُ الفسق تُزجي المُنكرا

وعلى الأفلام قضّوا عُمرَهم
وإذا بالفن قد أردى الورى

وإذا في كل صُقع جوقة
تقرع الطبل ، وتُزْكي المِجْمَرا

تنشر الفحشاء فيمن آمنوا
وتُعبّي في صداها المَيْسرا

تسرق الأخلاق مِن أصحابها
ثم تستعدي الغثا والعسكرا

وعبيد الفسق تسعى خلفها
تشرب الهزل ، وتقتاتُ الثرى

وتُحيّي كل فن ساقطٍ
وتُحابي أنسها والبيدرا

يا شعوباً في هواها أسرتْ
وغدا الطينُ لديها جوهرا

قدّم العُهر فقالت: مرحباً
واستباحت في الديار المُسْكرا

شجعتْ في كل فن أهله
فإذا بالجرح شجّ الأبهَرا

وإذا داع دعاها أزبدتْ
وأذاقته المصير الأغبرا

وإذا الفنانُ فيها سيدٌ
بين كل الناس يمشي قيصرا

في ديار القوم يسعى قدماً
وربيبُ العِلم يمشي القهقرى

عربدوا في الأرض ما شئتم ، فلنْ
تخرقوا الأرض ، وإنا في الذرى

في حضيض الأرض أنتم ، صدقوا
قد خبثتم جَوهراً والمَظهرا

سُنة المولى سيأتي حينها
ليسيل الدمعُ منكم أبحُرا

عربدوا ، والحق ماح هزلكم
إنكم لمّا تخافوا منذرا

نحن يا صرعى فضحنا عارَكم
كل عاتٍ سوف يُمسي أبترا

© 2024 - موقع الشعر