حرامية الشعر - أحمد علي سليمان

أيا سارقَ الأشعار نفسَك تخدعُ
ويوماً تُلاقي كل ما تتوقعُ

أتسرقُ إحساساً ، وأنت عديمُه؟
أتحسَبُ أن السطوَ يُعْلي ويرفع؟

أتسطو على أحلى العواطف صاغها
صدوقٌ ، عن التزييف كم يترفع؟

وما قيمة الأشعار تُسرَقُ جهرة؟
وهل كاذبٌ في المجد والعز يَطمع؟

وأنت بما تسطو عليه مُفتنٌ
تظنُ بأن الغِش في الشعر ينفع

ألا إنك الموهومُ يا سارقاً غفا
ووهمُك يا مسكينُ أدهى وأشنع

ففي (جوجلٍ) تلقى القصائدَ رُقمتْ
وأسماءُ من صاغوا على النص تسطع

وتأتي بإمعان تُكذب (جوجلاً)
وزورُك مكشوفٌ ، وزيفك أفظع

ومنذ قليلٍ تعرضُ الشعر واثقاً
كأنك في عَرض القريض سميدع

وأنت - على التحقيق - أشقى مُدَلس
تقول: أنا ليث ، وإنك ضفدع

أفقْ من أمَان كاذباتٍ وخدعةٍ
فإنك - بعد الوهم - قد تتفجّع

هداديك للأشعار أهلٌ وعِترة
وأرقامُ إيداع على السِفر تُطبع

وللشعر ترخيصٌ وفسحٌ بنشره
وإلا يكنْ هذا فبالطبع يُمنع

وتسطو على الأشعار إذ هي رُخصتْ
أراك بشعر الغير ثوبَك ترقع

كمثل فتىً آتاه ربي جدائلاً
فيسطو عليها فاقدُ الوعي أصلع

ويزعمُ أنْ هذي ستُودي بصَلعةٍ
ولكنه مهما تجمّلَ أقرع

فيا سارقَ الأشعار أقصِرْ ، ورُدّها
وتُبْ لمليك الناس ، فالتوب أنجع

أعوذ برب الخلق من كل سارق
وإني لربي في الدجى أتضرع

أجرْنا إله الناس من كل ناحل
علينا يُغالي تارة ويُشنع

ويَسرقُ ما صغنا من الشِعر حِسبة
فخذ حقنا ممن يَغشُ ويَخدع

© 2024 - موقع الشعر