حسامُكَ مَهما تَستَلِطهُ لِمِثلِها - عبدالعزيز البلوي

سَلِ المَخبرَ الأَخوان إِن رُمتَ صَرفَهُم
عَنِ الحَقدِ إِن أَعياكَ مِنهُ مَرامُ

أَتوكَ كَآشامِ العرى فَرَدَدتَهُم
كَما أَطرَبَت وَسطَ الفَلاةِ نَعامُ

مَضَوا يَشأَدونَ الناسَ عَمّا وَراءَهُم
فَيُخبِرُهُم بِالمُحزناتِ حسامُ

وَما حاقَ فيهُم عاذِرُ العُذرِ إِنَّهُم
كَمِثلِ الغضا لَو يُترَكونَ لَقاموا

فِداءٌ لِباديكَ النُفوسُ وَجادَهُ
مِنَ الزهرِ في أُفقِ الفناءِ غَمامُ

فَكم وَثقَت تِلكَ العُهودَ مَلامَةٌ
وَلا ذَمَّ مِن ذاكَ الوفاءِ ذِمامُ

وَشعركَ والى مِثلَهُ فَتَصافَيا
كَما حالَتِ الماءَ القَراحَ مُدامُ

رَسيلُكَ في شَأوِ الفَخاري كِلاكُما
بَعيدُ المَدى ثقلُ الهُمومِ هُمامُ

لَشَعري لَقَد أَحظَيتَهُ بِوِفادَةٍ
لِأَجنى كَريمٍ أَنجَبَتهُ ِهمامُ

فَما اِفتَكَّ إِلّا عَدلَ فخرِكَ إِن يَسِر
فَلِلفخرِ لا لِلرَفض مِنكَ مُقامُ

حسامُكَ مَهما تَستَلِطهُ لِمِثلِها
فَكَلَّ غَناءُ السَيفِ حينَ يُسامُ

© 2024 - موقع الشعر