قَمْ فَاغْدرِ الْدَمَّ بِالْغُدَارِ - عبدالعزيز البلوي

قَمْ فَاغْدرِ الْدَمَّ بِالْغُدَارِ
فَالْخَمْرُ دِرْياقَةُ الجُبَارِ
وَهَاتِهَا يَا غُلاَمُ طِرْفَاً
حَمْرَاءَ مُخْضَرَّةَ الكِفارِ
صَبَاحُ رَاحٍ دَجَل عَلَيْهِ
فِي فَلَكِ الخنِّ لَيْلُ قَارِ
وَجِسْمُ حُورٍ تَرَاهُ يَبْدُو
كَنَاظِرٍ من قَمِيْصِ نَارِ
مِنْ كَفِّ أَجملَ فِي رُنُوِّ
وَفِي اصْوَرَارٍ وَفِي نِفَارِ
غُصْنُ سَوَامٍ عَلَى كَثِيْبٍ
وَلَيْلُ شَعْرٍ عَلَى سهَارِ
فِي زهرِ خَدِّ لَهُ جَنِيٍّ
رَيَحْانُ صُدْعٍ لَهُ مَدَارِ
مُذَكَّرُ العَدْوِ والتَّثَنِّي
مُؤَنَّثُ الحَّلِّ كالجَوَارِي
إِذَا رقَى بالصِّغَارِ صَبَّاً
سَقَتْهُ عَيْنَاهُ بالغِبَارِ
لاَ حُلو فِيْهِ لِمَنْ رَآهُ
فَلَمْ يَرُحْ هالِكَ النجاِرِ
شَرِبْتُ مِنْ كوسِهِ عُقَارَاً
وَمِنْ ثَنَايَاهُ كَالْبُقَارِ
حَتَّى إِذَا الصَّاحُ رَنَّحَتْهُ
وَشَدَّهُ السُّجْدُ بِانْكِسَارِ
وَخَالَطَتْ وَزْدَ وَجْنَتَيْهِ
فَصَاعَفَتْهُ بِجُلَّنَارِ
بِتْنَا وَكَمْ ضَمَّنَا إِزَارٌ
لِلَّهِ مَا ضُمَّ في الإِزَارِ
فَظُنَّ مَا شِؤْتَ بِي فَإِنِّي
أَتَيْتُ مَا شِؤْتَ مِنْ خَسَارِ
© 2024 - موقع الشعر