المنافقين

لـ لطفي القسمي، ، في الهجاء، 6

المنافقين - لطفي القسمي

إن المنافقين بهم قد أبتلينا
في السياسة كثروا وزاغوا
و لفوا حول أعناقنا
سلاسل لعينة
وفي الرياضة طغوا فسادا
ومن الفرحة حرمونا
وفي الدين لبسوا لباس المتقين
وصلوا في مساجد صلاة الممثلين
صلاة مسيلمة الكذاب
وفي البرلمان تراهم صم بكم
هموم المواطنين لم يتذكروها
واتخذوا من خشب البرلمان سريرا
وناموا نيام المرتاحين
وشؤون الشعب عنها غافلين
لا بل ومستهزئين فاكهين
ونفاقهم نشر اليأس
بقلوب المواطنين
الذين من شدة اليأس
حرقوا أجسادهم بالبنزين
يا رب من المنافقين قد عيينا
يا رب رحمتك فل تحل بنا
إن المنافقين تملكوا كل المناصب
وادعوا جهرا الوصاية علينا
وبين منافق ومنافق
النفاق يشتد نفاقا
ومستقبل الوطن يزداد غموضا
والمواطن بين المنافقين
أضحى صغيرا
بل وضعيفا
حقوقه في الورق مضمونة
وفي الواقع ضائعة
فقط..
جيوب المنافقين ملئت دنانيرا
وفي وطن يعج
بالمنافقين المتمرسين
يجد المواطن المسكين
نفسه حيرانا وحيدا
تتقاذفه الوعود الكاذبة
في كل الانتخابات
وبعد الانتخابات
يجد نفسه مسروقا
ويرى ماله يضيع أمام عينيه يقينا
يشيد به المنافق القصور
وأي وطن هذا
الذي يعج بالممثلين
وأصبح فيه النفاق مهنة شريفة
وأمسى فيه الشرف عيبا
والصدق ضعف
والاخلاص غباء
فهل يتوب المنافقون يوما
لعلنا نرتاحا ولو قليلا
© 2024 - موقع الشعر