دعـوها

لـ فهد بن ساقان، ، في العتب والفراق، 36، آخر تحديث

دعـوها - فهد بن ساقان

دعوها تمرّغ خدّيها بتراب حبيبها
دعوها تسكب الدّمع دما أبدا

دعوها فنار الشّوق سوف تحرقها
وتصلي بلظاها كلّ من حقدا

دعوها لتذكر ماض قد يؤنّبها
فتبكي حسرة عن أمسها وغدا

أراها وكأنّها وردة ذبلت
بعد ريح عصفت بأغصانها أمدا

فلا عبق لها بعد إذ حرمت
سقيا حبيب يزمّ لها الندى

أو كأنّها الحسناء تندب حظّها
حين عاجلها المشيب وقد بدى

إبيضّت عيونها قهرا وهي ترى
ما يشعل النّفس ويفطر الكبدا

أرى في مقلتيها أسى يكابدها
وينعي قلبها حبّ من فقدا

أراها والحزن جاث على صدرها
كما يجثو على الشاطيء الزبدا

همومها جمّة والرّجل تمنعها
حياءا أن تطلب العون والمددا

أوّاه من ألم تقاسي مرارته
حينا وحينا يميتها كمدا

تئنّ جوارحي من قسوة لا تبارحها
ويعصف قلبي لو أصابها نكدا

فتيقّنت الذي قد حال بيننا
ضرب من السّحر أو من حاسد حسدا

وأقسمت بالرّحمن العليّ بشأنه
أنّي على حالها مشفق لا حقدا

فدعوها ربما تلقى عشيقا تؤانسه
فيؤانسها يوما وتهدي له الجسدا

© 2024 - موقع الشعر