تساؤلات حائرة/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

ماذا تُشاهِدُ في التَّلفازِ يا أبَتِ؟!
هل غيرَ هذا الذي يُدمِي مُخيِّلَتي؟!

ويجعلُ القلبَ مني خافِقًا هَلَعًا
ويُوقِفُ الدمَّ في المجرى بأورِدَتي

إنِّي أخافُ مِن الأخبارِِ عن يَمَني
وعن عِرَاقي، وعن شامي مُبَكِّيَتِي

فما أراهُ على الشَّاشاتِ يُرعِبُني
أرجوكَ أرجوكَ لا تفتحهُ يا أبَتِ

قلِ لي أبي: أينَ ما قد كنتَ تحكِهِ لي؟!
وأينَ درسي، وما قالت مُعَلِّمَتِي؟!

أينَ المَحَبَّةُ، أينَ العطفُ في زمني
وأينَ إسلامُنا الآتي لمُكرَمَتي؟!

وأَينَ تاريخُهُ الزَّاهي، وما حَفِلت
بهِ التعاليمُ مِن أمرٍ بمرحَمَتِي؟!

وأينَ إنسانهُ خيرُ البريَّةِ، هل
قد صارَ وحشًا وشيطانًا بأوطنتي؟!

وأيُّ شرقٍ بهِ ماتَ الضميرُ هُنا؟!
تساؤلٌ حارَ في ذِهْني على شَفَتي!

أتمَّ شكواهُ لي مِن ثَمَّ وانهَمَرَت
مِن مُقلَتيهِ دُمُوعٌ في مُحَاصَرَتي

ضممتهُ نحوَ صدري، وأنحنيتُ على
جبينِهِ لاثِمًا، تغتصُّ حُنجُرَتي

هَوِّن عليكَ صغيري، إِنها فِتَنٌ
تبُثُ كابوسَها شاشاتُ عولَمَتي

بمثلِها قد أُصِيبَت أُمَّتي، فلَكَم
بسوسِها نخرت أجسادَ تفرُقتي

ما كلُّ ما قد نراهُ الآنَ يا ولدي
إلا مخاضاتُ ميلادٍ لمملَكَتي

يومًا ستبلغُ في الآفاقِ ما بَلَغت
في سابقِ العهدِ تُنهي كلَّ مظلمتي

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر