الطفلُ الذي كُنت/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

رُفِّي الجَنَاحَينِ حَولِي الآنَ، رُفِّيهَا
طُوفِي سَمَائِي عَبِيرًا، واعبَقِي فِيهَا

ذِكرَى الطُفُولَةِ مَرحَا خَيرُ زَائِرَةٍ
تَرتَدُّ بِالرُّوحِ فِي جَنَّاتِ مَاضِيهَا

لِلطِّفلِ ذَاكَ الذِي قد كُنتُهُ، ولَهُ
إشرَاقَةُ الشَّمسِ تُهدِي السِّحرَ رَائِيهَا

يُلقِي عَلَيهِ انبَلَاجُ الضَّوءِ أَسئِلَةً
يَحتَارُ فِي كُنهِهَا، يَجلُو مَعَانِيهَا

عَينَاهُ تَرنُو إِلى الإِشعَاعِ فِي أُفُقٍ
تَرَاقَصَ الحُلمُ مُختَالاً بِهِ تِيهَا

شَدوُ العَصَافِيرِ بِالأَغصَانِ أُحجِيَةٌ
فِي كُلِّ صُبحٍ لَهُ الأَطيَارُ تَحكِيهَا

وَالنَّملُ فِي دَربِهَا تَمضِي، وَتَصحَبُهُ
فِي رِحلَةِ البَحثِ، لا الأَحمَالُ تُضنِيهَا

تَدنُو الفَرَاشَاتُ أَطيَافَاً مُلَوَّنَةً
مِن مُقلَتَيهِ، احتِفَالاً فِي مَآقِيهَا

فِي خَافِقَيَهِ اتِسَاعَاتُ المَدَى، وَبِهِ
مِن رَوعَةِ الكونِ آيَاتٌ يُصَلِّيهَا!

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر