لا تتبدلا

لـ مرتضى فيلي، ، في الغزل والوصف، 16، آخر تحديث

لا تتبدلا - مرتضى فيلي

أبى اللُّبُّ إلا أن يدومَ مُؤمَّلا
ووُقِّدَ فيهِ طِيفُهُ وتأثَّلا

وطيفٍ لهُ في النَّفسِ كلُّ وقيعةٍ
لهُ أنسجُ الأشعارَ، ما إن تَمَثَّلا

وقد صِرتُ مُذ أصبحتُ في الحُبِّ قاصدًا
فؤادَهُ مزهُوَّ الفُؤادِ مُبَجَّلا

عسَى نظرة من طَرفِ لَحظِهِ صدفةً
تجمِّعُ أشتَاتَ الفؤادِ ليُشعَلا

حَماكَ الَّذي ترجوه مِن كُلِّ حاسدٍ
وشتَّتَ شَملَ المُغرِضِينَ وعطَّلا

أعُودُ وأحشائِي تُفتُّ صَبابَة
وأمضِي وأبياتي تَذوبُ تَغَزُّلا

مُقيمٌ بنفسٍ لا مُقامَ كَمثلِها
وَهبتُ لَهُ طَيفَ الخَيالِ وما خَلا

أودُّ مِن الطَّرفِ الكَحيلِ تلفتًا
وأذوي مِن الوَجهِ المُنيرِ تفتُّلا

وإنْ ثمَّ راجٍ قَد رجاني لدعوةٍ
قَضيتُ لهُ فوقَ الَّذي باتَ آمِلا

فبتُّ لهُ ذُخرًا، حبيبًا، مؤمّلًا
وفيًّا، ومسؤولًا، وباتَ مُدلَّلا

وكنتُ إذا مَا قَد دعَاني بنَظرةٍ
يَرفُّ لهُ قَلبِي، ويَهوِي مُكَبَّلا

وقَد عِشتُ دَهرًا مَا شَكوتُ تصفدًا
ولكِن شَكَوتُ المَدمَعَ المُتَبذَّلا

فَهَبنِيَ جَمَّ الوَصلِ مِنكَ لعلَّني
أرَى الحقَّ فيما قد وَعدتَ مُنزَّلا

رَجَوتُكَ بالوُدِّ الَّذِي أنتَ أهلُهُ
إلَيَّ، فلَا تَبعُدْ، ولا تَتَبدَّلا

© 2024 - موقع الشعر