رفقا بقلبي - عبد الحفيظ جواحي

بحقِّ من خلق الأشياء قاطبة
رفقا بقلب علاه الهمّ والغمّ

أشكو إليكَ بما تقضيه خلّتُنا
عساكَ تمسح دمعا صاغه الهمّ

تُغيّرُ الوجهَ عنّا لا تكلمنا
عين الشّقاء حبيب ليس يهتمّ

أمَا لدمعي أحاسيس تدغدغكم
أمَا لجرحي لديكم إذ نزا حسم

تدوس قلبا يبيت الليل في أرق
فكيف من أرقي يحلو لك النّوم

لو كان عندك لي حبّ تخبؤه
لاهتزّ منك لأمري اللحم والعظم

لو كنت حقّا تراعي أمر خلّتنا
لمَا بدا منكَ لي هجر ولا ظلم

لكنْ بدوتَ على أمر تقبّحه
الجنّ والإنس والأملاك والبُهم

أنا الذي قد وهبتُ النّفسَ تضحية
لَم يلهني عنك إخوان ولا قوم

وكنتُ فرّطتُ فيما أنتَ تعلمه
ولم يُخِفْني على تفريطيَ اللوم

صرفتُ من أجلك الأحلام أجمعها
فأنتَ حلْمي الذي ما بعده حلم

لا زلتَ تجلس والأعضاء جامدة
وتذرف الدّمع لا حزم ولا عزم

لا زلت تنطق والأفعال غائبة
تغري وتغوي وقلبي منكَ يغتمّ

لا أرتجي منك قولا قد تزخرفه
لترسم الحبّ لا يغرينيَ الرّسم

أريد منكَ محالا أنت فاعله
ما نفع قلب بروح اليأس يعتمّ

هل الجنون الذي مارستُه سلفا
عندي حلال وأما عندكم جرم

فعلتُ كل محال لستَ فاعله
لله أمري سيجلو عنده الوهم

© 2024 - موقع الشعر