بعاد حبيبتي - محمد بشار شيخ حمزة

ما كنتُ أدري أنّ بُعدكِ قاتلي
أنّ الفؤاد بنار شوقي يصطلي

أنّ الصباح بدون وجهكِ ظلمة
وكذا الليالي لم تَعُد كالأولِ...

حتى الوجوه النيّرات نكِرتُها
وملأتُ أوقاتي بضيق تململي

طالتْ مسافاتٌ وناءتْ بيننا
لكنني أضعافها في مأملِ...

حلبُ الحبيبة يا نسيماتِ الصَّبا
رِقّي لصَبٍّ وامنُني بتواصلِ...

يا ويح قلبٍ لم يفارق ذكرها
غنّى لألحانِ اسمها بتَرتُّلِ...

فلذكرها وَقْعٌ يذوب له الجوى
ليفيض عشقاً خاشعاً بتذلّلِ...

شهباء يا أملي وسُؤلي والهوى
شهباء يا وطني الحنون ومَوئلي

كوني لصبّكِ عشقه وغرامه
وكذاك اِسقيهِ كغيث هاطلِ

كوني له ليلى كذاك تمنّعي
لتَرَي جنوناً من محبٍّ مُثمَلِ

أما المسافات التي ناءتْ به
فهواه يقطعها بدون وسائلِ

ليحُطَّ قُبلته على وجناتها
ويعانق الشهباء كالمتوسلِ

© 2024 - موقع الشعر