وقاضيان في النار - حمدي الطحان

للشاعر / حمدي الطحان
 
ماذا تركتم مِن عصورِ الجاهليَّة
 
............... وَأْدَ البناتِ معَ البنينَ على الهَوِيَّة ؟!!!
 
أم أَكْلَ مالٍ واستباحةَ حُرْمةٍ
 
............... أم سَحْقَ آمالٍ وسَبْيًا لِلضحيَّة ؟!!!
 
جُثَثُ الّذينَ قَتلتموهم حُرِّقَتْ
 
............... لم ترحمُوا حتَّى صَبيًّا أو صَبِيَّة
 
لو كانَ هتلرُ بَينَنا ما فاقكم
 
............... في كِبْرِكم وعِنادكم والعُنصريَّة
 
يا لَلبناتِ الطاهراتِ وقد مَضَتْ
 
............... بِقيادِهِنَّ كِلابُ ظَلْماءٍ غَبِيَّة
 
أينَ المبادئُ والشَّهامةُ والتُّقَى
 
............... أينَ احمرارُ الوجهِ والنَّفْسُ الأَبِيَّة ؟!!!
 
لم يَبْقَ مُعْتَصِمٌ هُنَا لِيُغِيثَنَا
 
............... هانتْ بِنا الحُرُماتُ والقِيَمُ العَلِيَّة
 
يا قاضيًا في الأرضِ غَابَ صَوَابُهُ
 
............... وغَدَا أسيرًا لِلهَوَى والدُّنيويَّة
 
أَقْبِحْ بِمِثْلِكَ مِن ضَلُولٍ ظَالِمٍ
 
.............. باعَ الضَّميرَ ويَشْتَهِي لَثْمَ الهَدِيَّة
 
قاضِي السَّماءِ نَصيرُ كُلِّ مُخاصِمٍ
 
.............. لَكَ حِينَما تَنفكُّ أَحرازُ القضيَّة
 
الثَّأْرُ باقٍ ليسَ يُطْفِئُ نارَهُ
 
............... إلاَّ القِصاصُ يُقِيمُهُ ربُّ البَرِيَّة
 
سَيَكونُ مَأْواكَ الجَحيمَ مع الأُلَى
 
............... سَفَكُوا الدِّماءَ وحَطَّمُوا قلبَ الرَّعِيَّة
 
قلْ لي بِحقٍّ هل قَضاؤُكَ شامِخٌ
 
............... يَسْري على كلِّ الخُصُومِ وبالسَّويَّة ؟!!!
 
أم أنَّها النِّيَّاتُ تَسْبُرُ غَورَها
 
............... وتَحُوكُ أحكامًا على قَصْدٍ ونِيَّة ؟!!!
 
هَلاَّ اطَّلعْتَ الغيْبَ ، هلَّا حُزْتَهُ
 
............... لِتَفُكَّ ألغازً البلادِ السَّرمديَّة
 
فَعُقُولُنا احتارتْ ومَزَّقَ نورَها
 
............... حَشْدٌ مِن التَّزييفِ والظُّلَمِ العَصِيَّة
 
-----------------------------------------------------
--------------------------------------
-----------------
© 2024 - موقع الشعر