أرجُوك .. لا تسَافر ! - معاوية بابطين

تِدري إنّي ..
مِن يُومِ مَا سَافرت عنّي ،
أذكُرك فِي كلّ حِينْ ؟
مَا دَريتْ ؟!
مَا دَريت إنّك مِجنّني / مِتعّبنِي ..
غِيابك طَال ..
وَقلبِي مَا رقَد مِن يُوم مَا سَافرت زِينْ ...!
وِانت مَا فَكّرت فِيني ،
حَتّى مَا فَكّرت تِجيني !
حَتّى وَقت نَادِيت بِاسمَك ..
كَانت الدّمعَة فِي عِيني،
فَجأةً جَاني صَدى !
مُو أَي صَدى ..
ظَنّيت انتَ اللّي تِنادِيني !
وَخاب ظَنّي للأسَف ..
مِن يُوم مَا عَرفت إِنّ الصّدَى / رَجْع الصّدَى ،
هُوّا صَدى صُوتي الحَزينْ ..!
بَعدها صِرت أرتِجف ..
وَحالِتي مَابِين شَهقات وَ زَفِير !
تِدري إنّي فِي غِيابك كلّ يُوم ..
أشعُر بِشوق وَلهِيبْ ؟!
تِدري إنّك .. بِالنّسبَة لِي أغلَى حَبِيبْ ؟!
مَا دَريتْ ؟!
قُول إنّي مَا دَريت .. وأعلّمكْ !
عَادي قُول لي فِيهَا شَي لَو قِلتلي ؟!
قُول إنّي مَا دَريت .. وَابشِر بِاللّي يِعلّمكْ ..
مَالك عُذر مِن بَعدها .. أنا خَلاص قَد قِلت لَكْ !
لأَجلِ تِعرف إِنّي فِي الحُبّ ،
مَا أبغَى كِذبْ !
لأَجل تِعرف إِنّ الحُبّ ، مَا يبغَى كِذبْ ..!
إِيش ذَنب اللّي يِحبّك ؟ وَتِتركَه
إِيش ذَنب اللّي يِشمّك فِي الزّوايَا ؟ وَتهجرَه
إِيش ذَنب اللّي يَبيكْ يِبكِيك ..
وانت عَنّه مَا دَريتْ !
..
 
تِدري ..
بَعد كلّ اللّي عَملته فِي خفُوقِي ،
أحكِي للعَالم أحبّكْ !
إي أحبّكْ ..
وَبعد أحبّكْ لِلأخِيرْ ..
تِحسِبني مَا عِندي ضَمِيرْ ؟!
الحِين صَارِحنِي ..
مِين مَا عِنده ضمِيرْ ؟!!!
بَس قُول لي لِيه ..
مَا تكُونِ لِي حِلم الحَياة ؟
لَحظَة وَقّف قَبلِ مَا تَرحل بَعِيد ..
لِيه .. مَا تِبغى نِعيش العُمر مَع بَعضِنا.. وحِنّا مَازِلنَا سَوا ؟
لِيه مَا وِدّك تِقاسِمني الحَياة ..
وِيصِير الهَوا اللّي نِشمّه نَفس الهَوا ؟!
لَحظة لاَ تِرحَل بَعِيد ..
صَعبِ تِلقى فِي هَالزّمَن..
شَخصِ مِثلي يِعشقَك / يِهتمّ فِيكْ ..
يِرتبك لَو بَعّدت عَنّه ،
وَيِنولد خُوفَه عَليكْ !
لَحظة لاَ تِرحَل بَعِيد ..
هَات إِيدَك فِي إيدِي ،
نَفسِي أَحقّق موعِدي ..
موعِدي الضّايع مَعاك
فِي خيَالِي السّرمَدي !
..
 
نَفسِي .. لَمّا أبكِي تِجيني،
تِمسَح الدّمعَة وتِرُوحْ !
نَفسِي أبكِي ..
وِتشُوف رَاسي منحَنِي لِلأرض ..
كِيف مَكسُور وَحزِين !
نَفسِي تِشعُر بِالهَوى اللّي فِي قَلبِي وَالحَنِينْ !
نَفسِي أَحط قَلبك فِي قَلبِي وَ أَقفِله ..
وَاحلِف إِنّه مَا يرُوحْ !
تِدري لِيش ؟!
لأَنك انتَ فِي دِنيتي ، انتَ أغلَى رُوحْ !
نَفسِي أَضُمّك مَرة وَحدَه بَس..
أبغَى أَحِسّ إِن الدّفا عِندك والحَنان !
مَدري ..
مُمكِن .. فِي سَاعتهَا تحِسّ !!
مُمكِن .. تِمد لِّي يِدينَكْ ..
تِكمِلَ المَشهَد مَعاي !
مُمكِن .. تُقلّي أحِبّك !
مُمكِن .. أَنا أمسَح دُموعَك !!
مُمكِن .. تِبكي فِي أحضَانِي دِقيقَة !!
مُمكِن .. فِي سَاعتها تحِنّ !!
مُمكِن ..
تِنقَلبِ الحِكَاية .... لِصالحِي ،
بَس أنا مَا أعذّبِك !
أَنا أشِيلك فِي عُيونِي طُول مَا انتَ مَعاي !!
أحَسّسك إِن انتَ غِيرْ ..
وَانت فِعلا ًشَخص غِيرْ !
..
 
لِيه بَس، تِخلّينِي فِي عَذابِي ؟!
والله .. مَا سَوّيت شَي !
أدرِي ، إِن الخَطا فِي طِيبتي ،
بَس ارحَم دمُوعِي شوَي ..
تكفَى يكفِي كلّ مَا سَوّيتَه فِيني ،
أربَع شُهورْ ..
ذُقت طَعم المُوت فِي كِلّ لِيلَة تِنْقَضِي ..
أربَع شُهورْ ..
أبكِي مَا حَد سِمع صُوت البُكا / صُوت الأنِينْ !
أربَع شُهورْ ..
أفكّر فِي أسبَاب بُعدِك، وَليه لِعهدِك تِنْقُضِي ؟!!
صِرت أحكِي لِلجدَار اللّي بِجَنبي .. و أسأَله ،
كِيفَه إن شَاء الله بِخيرْ ؟
مَافِي جَوابْ ..
إي نَعم مَا فِي جَواب ،
كلّ الطّرق قَفلت فِي وجهِي ..
مَا بِقى إلاّ اللّي فُوق ..
و الأمَل فِي الله كَبِيرْ .....
..
 
قلت أكتُب ..
مُمكِن قَلبك القَاسِي يِلين ،
قلت أحكِي ..
مُمكِن
بَعدِ هَالغِيبة تِجين !
قلت أَفجّر شِعريَ اللّي مَا كَتبته مِن سِنين ..
..
 
لا تسَافِر ..
أرجُوكِ عَنّي لاَ تسَافِر ..
وارجَع لقَلبِي الحَزينْ ،
أرجُوكِ عَنّي لاَ تسَافِر ..
حَالتِي فِي قُربك تِزينْ ..
لاَ تسَافِر .. لاَ تسَافِر !
لِيت
قَلبِك القَاسِي يِلينْ .....
يَا لِيت، قَلبِك القَاسِي يِلينْ !
 
مُعاوية
من 6/ آب .. حتّى 7 / أيلول 2010
بَعد الوفاة ..
© 2024 - موقع الشعر