ارانا موضعين - امرؤ القيس

أرَانا مُوضِعِينَ لأمرِ غَيْبٍ
وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ ، وَبالشَّرابِ

عَصافيرٌ ، وَذُبَّانٌ ، وَدودٌ
وأجْرأُ مِنْ مُجَلحَةِ الذئابِ

وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ صارَتْ
إلَيْهِ هِمَّتِي ، وَبِهِ اكتِسَابِي

فبَعضَ اللَّوْمِ عَاذِلَتي ، فإنّي
سَتَكْفيني التَّجارِبُ، وانْتِسَابِي

إلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقِي
وَهَذا المَوْتُ يَسْلُبُنِي شَبَابِي

وَنَفسِي ، سَوفَ يَسْلُبُهَا ، وجِرْمي
فَيُلْحِقُني ، وَشِيكاً ، بالتُّرابِ

أَلَمْ أُنْضِ المَطِيَّ بِكُلِّ خَرْقٍ
أمَق الطُّولِ ، لَمَّاعِ السَّرَابِ

وأرْكَبْ فِي اللُّهَامِ المَجْرِ ، حَتَّى
أَنَالَ مَآكِلَ القُحَمِ الرِّغَابِ

وَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الآفَاقِ ، حَتَّى
رَضِيتُ ، مِنَ الغَنيمَةِ ، بِالإيَابِ

أبَعْدَ الحارثِ ، المَلِكِ ، بنِ عَمرٍو
وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ ، ذِي القِبابِ

أُرَجّي ، مِنْ صُروفِ الدَّهْرِ ، لِيناً
ولَمْ تَغْفُل عَنْ الصُّم الهِضَابِ ؟

وأَعلَمُ أَنَّنِي ، عَمّا قَريبٍ
سَأَنْشَبُ فِي شَبَا ظُفْرٍ ونَابِ

كَمَا لاقَى أَبِي حُجْرٌ ، وَجَدِّي
ولا أَنْسَى قَتيلاً بالكُلابِ

تمت الإضافه بواسطة : سالم ال فروان
© 2024 - موقع الشعر