موت العيون - سعد المقبل

العيون اللي عن الراحة عزوف
وآعناها من عذابك يا السهد

يا السهاد اللي عليها ما تروف
شّف شقاها لا مناص ولا سند

قد غشاها من صدوف الوقت خوف
كّلما أرمش هدبها ترتعد

تحتضر والوقت عيا لا يطوف
تنتظر عله يجي وقت الوعد

والوعد عيت تطاوعه الظروف
وّل يا حظٍ علامك في هجد

آه من عينٍ على شوفه لهوف
ما لقت راحة ولا فيها جلد

لو تراعي في نظرها ما تشوف
غير زول اللي تمكّن و استبد

الحبيب اللي بتعذيبي سروف
يملك بتعذيب محبوبه عتد

من بهى حسنه ومن زين الوصوف
من حسن ذاك المحّيا والجسد

ومن حلى صوته و همسات الحروف
ما حلى أسمي إذا نادت: سعد

إن وقف كّل الحسن لاجله وقوف
وإن جلس من هيبته ذّل و قعد

وإن صحى صاب القمر منه الكسوف
وإن غفى حتى القمر غار و رقد

وإن تنهد حّل في صدري ضيوف
من هواها يبعث أنفاسٍ جدد

غّيرت حالي و خلتني أعوف
غيرها ما أشوف ما أبصر أحد

يا الحبيبة واللي إني لك شغوف
وجد قلبي في وصالك ما زهد

ويا عذابي ما تعودت النكوف
لو عذابك قد ضرب فيني وتد

بّس لا تطغى على اللي بك عطوف
وما بقى من قوته حيل و جهد

وش بعد باقي من الدنيا صدوف
غير ما ذاقه بعمره وش بعد ؟

والعيون إن جّف ماها من الذروف
وما بقى من دمعها أية مدد

لا حرموها من لقاها وش تشوف
كود قبري والجنازة واللحد

وقتها من دّم دمعاتي نزوف
وكّل دّمٍ في شراييني جمد

© 2024 - موقع الشعر