وَهْــــمُ الوَصــــل - عبد العزيز سعود البابطين

سَلي فُؤادي إذا ذِكراكُمُ خطَرَتْ
ولاحَ في هاجِسي طيفٌ يُناجيني

وحلَّ ليلٌ أُعاني البُعدَ أوّلَهُ
وبالأواخِرِ وَهْمُ الوَصلِ يُضنِيني

وصارَ يُبعِدني ليلُ الأسى بأسىً
وقد ظنَنتُ دوامَ اللَّيلِ يُدنِيني

وعانَقَتْ رُوحيَ السَّكرى على شَغَفٍ
مَشارِفَ الغيبِ ترجوها لتُنبيني

ماذا جرى لِحبيبٍ آده وَلَهٌ
يَشُبُّهُ البَينُ في عُمقِ الشَّرايينِ

يجترُّ ماضيه يَرجو أنْ يكونَ غَداً
هيهاتَ يرجعُ ما قد كانَ يُحييني

وهل يكفُّ الندى عن زهرةٍ عَطشاً
أو قَطْرُ أمسٍ على الأوهام يَرويني

يا مَرْبعَ الحبِّ والإخلاص أينَ هُما ؟
وأينَ منّي الأماني إذ تُمَنّينِي ؟

سلي فؤادي فقهرُ البين عذَّبَهُ
وسالَ جُرحٌ يُبكّيه فيُشقيني

مَلَّ اصطبارٌ وصارَ العُمرُ يهزأُ بي
إذ لاحَ في مَفرقي شيبٌ يُعزّيني

يا خافِقي أسِنينَ الوَصلِ تطلُبُها
أم تلكَ أمنِيَةٌ عنها تُواسِيني

لكَ الخلودُ ويكفينا تألّمُنا
فالنارُ قد أَحرقَتْ عُمري ويَكفيني

© 2024 - موقع الشعر