مشــــاعــــر - عبد العزيز سعود البابطين

لَوَ انَّ الطَّيرَ يعلمُ كَم شجاني
ويَدري أنَّ أشواقي تُجدَّدْ

وذكرى وَصلِنا تهفو وُلوعاً
إلى مَغنى الحبيبِ ومَن تَودَّدْ

وأنَّ الوجدَ في كبدي تَلظّى
سعيراً أجَّجَ الذكرى وأوقَدْ

وينكأُ في زوايا القلبِ جُرحاً
تُعالجُهُ السِّنونَ وقد تمرّدْ

وأنَّ الشدوَ مَحزونٌ يعاني
من الذِّكرى البعيدةِ ما تَبدَّدْ

ومَفتونٍ بذكرِ الحبِّ يُغري
بنا الشَّوقَ القديمَ وليس يَخمَدْ

يُهيّجُ في الحَشا منّي القوافي
فتَسري في انطلاقٍ لا يُقيَّدْ

فتسكُبُها طيورُ الرَّوضِ لحناًً
يُغنّيه الربيعُ هوىً مُردَّدْ

يمسُّ النبضَ في قلبي فيَنضو
مشاعِرَه الحبيسةَ ما تَجلّدْ

وتهتزُّ الروابي مائساتٍ
وقد رَقصَ الجمالُ بها وأَنشدْ

وتُشجينا النسائمُ حين هبَّتْ
تُدغدغُ ماضياً ولّى وأَبْعدْ

لَوَ انَّ الطيرَ يدري كلَّ ما بي
على جمرِ الأسى ما كان غَرّدْ

ولكنّي وإن عُذّبتُ أهفو
وأَرجعُ للهوى والعَوْدُ أحمدْ

فلا تحبِسْ - أيا طيرُ - الأغاني
فشَدْوُ الحبِّ مَوصولٌ مُخلَّدْ

© 2024 - موقع الشعر