نــــداء - عبد العزيز سعود البابطين

لكِ روحي أما سمعتِ النداءَ
فهُمومي قد أورثَتْني العناءَ

وحنيني إليكِ أضحى شُعاعاً
قد تعالى فمَسَّ حتى السماءَ

ملأ الكونَ والفضاءَ وأمسى
بين عينكِ يسكبُ الأضواءَ

إذ سرى الليلَ طولَه ليُلاقي
فجْرَكِ الحلوَ ينضحُ الأنداءَ

إيهِ أمسي أتذكرُ الحبَّ طفلاً
فيه غنّى شلاّلُه كيف شاءَ

فيه ملّ اللقاءُ منّا وإنّا
ما ارتوينا ولم نملَّ اللقاءَ

كيف تجري الحياةُ فينا إلهي
والبعادُ الأليمُ هَدَّ الرجاءَ

أنا لن يُوقفَ البِعادُ حنيني
لا ولن يخنقَ الزمانُ النداءَ

ذاك حُبّي فلا يزالُ أَتِيّاً
دَفْقُهُ الثرُّ جاوزَ الجوزاءَ

لكِ روحي ومُهجتي وسِنوني
كلُّ ما بي أهدي إليكِ فداءَ

هل سمعتِ النداءَ يا إلْفَ روحي
أم هديرُ النداءِ ولّى هباءَ

سيظلُّ النداءُ يَسري ويَدوي
ليُعيدَ الهوى إليَّ بهاءَ

ويهزُّ الفضاءَ حلوُ التغنّي
أنا مَن علّم الطيورَ الغناءَ

فإذا ما سمعتِ يوماً هديلاً
فَهْوَ فَنّي منحتُهُ الورقاءَ

أو سمعتِ الطيورَ في الروّضِ تشدو
تُطربُ الروضَ والرؤى والسّناءَ

ذاك مما تعلَّمَتْه مزيجاً
من غِنائي إذ أَرتجيهِ دواءَ

لكِ روحي رُدّي إليَّ لقاءً
فهُمومي قد أورَثَتْني العناءَ

© 2024 - موقع الشعر