الجمالُ الناعِس - عبد العزيز سعود البابطين

هاجَني الوجدُ لأزمانٍ خَلَتْ
كزمانِ الوَصلِ بالأندلسِ

وظُنوني أوغَلتْ تَنتابُني
ويلَ قلبي من عذابِ التَّعِسِ

يا ندامايَ بنَفسي لهفةٌ
تَتمنّى لو شَفاها من نَسِي

بوصالٍ جدَّدتْه مُنيَتي
وأنارَتْ قلبَ ليلٍ دامسِ

أرشُفُ الخمرةَ من عذبِ اللّمى
وتُناغيني عيونُ النَّرجِسِ

وفؤادي نارُهُ تَحرِقُني
ولظاها من لهيبِ النَّفَسِ

يا نديمَيْ غَزلي أين التي
صنَعَتْ أُنْسي، أَلا مِن مُؤنِسِ؟

بعد أن كنّا حليفَيْ صَبْوَةٍ
وسُكونٍ ضَمَّنا لم ينبِسِ

وبليغُ الصَّمتِ قد أمتَعَنا
بعَدَ همسٍ أو حديثٍ سَلِسِ

قد ذوى ذاكَ زمانٌ تَعِسٌ
يرقُبُ الوصلَ بقلبٍ شَرِسِ

يا ندامايَ فداءٌ لكُما
كلُّ غالٍ لو أُعيدَتْ خُلَسي

عَلِّلاني بوصالٍ مُرتجًى
بعد نأيٍ شَتَّ منه هاجسي

ذكرياتي غَرَبتْ عنّي فلم
يبقَ منها غيرُ رَسْمٍ دارسِ

غيرُ عطرٍ فاحَ بالدَّرب الذي
مَرَّ فيهِ ذو الجَمال الناعِسِ

© 2024 - موقع الشعر